يبدأ فيلم oppenheimer 2023 مترجم ماى سيما بإلقاء نظرة سريعة على جلسة عام 1954 للجنة الطاقة الذرية الأمريكية والتي أسفرت في النهاية عن اتهام أوبنهايمر (من بين أمور أخرى) بإخفاء العلاقات الشيوعية، وتجريده من تصريحه الأمني. كانت هذه طريقة الحكومة في إسكاته، لأنه في عالم ما بعد الحرب أصبح نوعًا من الحمامة في قضية الأسلحة النووية، وهي وجهة نظر لا تتوافق مع موقف أمريكا العدواني في الحرب الباردة. كان الاستماع هو أحلك فصل في حياة أوبنهايمر، واستخدامه كأداة تأطير، في البداية، يبدو وكأنه شيء عادي للغاية يجب القيام به.
إلا أن الفيلم يستمر في العودة إلى جلسة الاستماع، ويغزله بعمق في النسيج لمدة ثلاث ساعات. لويس شتراوس، الذي يلعب دوره بتوتر بيروقراطي آسر من قبل روبرت داوني جونيور، هو رئيس مجلس الإدارة الذي أصبح عدوًا أيديولوجيًا وشخصيًا لأوبنهايمر (بعد أن أهانه أوبنهايمر خلال شهادة أمام الكونجرس)، وهو القوة السرية وراء جلسة الاستماع، التي تجري في غرفة خلفية مخبأة بعيدًا عن الصحافة. بينما يدافع أوبنهايمر عن نفسه أمام لجنة من الحكام المعلقين، يستخدم الفيلم حكاياته للرجوع إلى الوراء في الزمن. ويخلق نولان بنية رواية متعددة المستويات منومة، مستخدمًا إياها لإثارة الاستمرارية الخفية التي شكلت حياة أوبنهايمر وخلقه. من القنبلة.
فيلم oppenheimer 2023 مترجم ماى سيما
نرى كيف بدأت الحرب الباردة حقًا قبل أن تنتهي الحرب العالمية الثانية – كانت هناك دائمًا، وتشكل جنون العظمة الناجم عن سياسات القنبلة الذرية. نرى أن أوبنهايمر المتعصب النووي القاسي وأوبنهايمر المثالي الصوفي كانا واحدًا واحدًا. ونرى أن السباق لإكمال مشروع مانهاتن، المتجذر في الإنشاء المؤقت لمدينة صحراوية صغيرة يرأسها أوبنهايمر في لوس ألاموس، نيو مكسيكو، يعني أن زخم العصر النووي أخذ بالفعل حياة خاصة به. في الثلاثينيات، أوبنهايمر، وهو بالفعل أسطورة في ذهنه، يجلب ميكانيكا الكم إلى الولايات المتحدة، حتى مع أن مجال شغفه يشمل بيكاسو وفرويد وماركس، ناهيك عن استيعاب نصف دزينة من اللغات (من الهولندية إلى السنسكريتية)، كل ذلك لامتصاص مجال الطاقة الثوري الذي يجتاح العالم، والتأثير على كل شيء من الفيزياء إلى تحرير العمال.
أوبنهايمر ليس شيوعياً، لكنه يساري مخلص مع العديد من الشيوعيين في حياته، من أخيه وأخته وشقيقته إلى عشيقته البوهيمية، جين تاتلوك (فلورنس بوغ). ما يجعل عينيه تتألق حقًا هو عندما ينقسم الذرة من قبل عالمين ألمانيين، في عام 1938. أصر في البداية على أن هذا غير ممكن، ولكن بعد ذلك، أظهر زملاؤه في بيركلي، بقيادة إرنست لورانس (جوش هارتنيت)، أنه بحلول الوقت الذي هاجم فيه هتلر بولندا. في عام 1939، يبدو أن النازيين قد يكونون قادرين بجدية على صنع سلاح نووي خاص بهم، وهو ما يعني في نظر أوبنهايمر النهاية المحتملة للحضارة الغربية. يستغرق الأمر بعض الوقت حتى يكسب الثقة التي دعوته إلى مشروع مانهاتن. ولكن بمجرد أن يفعل ذلك، قام الجنرال ليزلي آر . سيكون من الصعب أن نتخيل عالمًا أكثر دنيوية، أو جنرالًا قاسيًا أكثر انسجامًا على مضض مع العقل الأكاديمي.
