غزة تايم – حرم تلوث مياه البحر كثيراً من الفلسطينيين في قطاع غزة من السباحة منذ نحو ثلاث سنوات نتيجة ارتفاع نسبة الشواطئ الملوثة بالمياه العادمة والتي غطت العام الماضي قرابة 80% من شواطئ محافظات القطاع الخمس، كان العديد ممن يضطرون للسباحة بالبحر يعودون إلى المشفى بدلا من المنزل مصابين بالإعياء والنزلات المعوية أو الالتهابات الجلدية، خاصة لدى شريحة الأطفال.
يتمنى أهالي القطاع أن يجدوا البحر نظيفا خلال ما تبقى من فصل الصيف كي يستطيعوا السباحة بأمان دون قلق أو خوف من الإعياء لتحد من توجههم للمسابح والشاليهات الخاصة التي باتت أسعارها مكلفة للعائلات الغزية في ظل ظروف اقتصادية صعبة وحصار ينهش غزة وأهلها،
أمنية تقول الجهات المختصة، إنها باتت قريبة من التحقق نظرا لاتخاذ سلسلة إجراءات جديدة أدت لتحسن نوعي كبير في نسب تلوث مياه الشاطئ إذ يستطيع أهالي محافظات: الشمال ورفح وغزة السباحة بأمان. حسب تلك الجهات.
تحسن نوعي
أمام ذلك، يكشف مدير عام حماية البيئة في سلطة جودة البيئة بهاء الأغا عن وجود تحسن نوعي في شواطئ بحر مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع ومحافظة رفح وأن شواطئ هذه المحافظات أصبحت آمنة، فيما تزال المشكلة قائمة فيما يتعلق بتلوث البحر بمحافظتي الوسطى خاصة بمنطقة النصيرات وخان يونس.
يقول الأغا: “إن” سبب التحسن يعود إلى ربط محطات معالجة مياه الصرف الصحي بخطوط كهرباء منتظمة سواء محطات الضخ او المعالجة”، مشيرا إلى أن سلطته ستقوم بإجراء فحوصات للإعلان عن نسبة التلوث الحالية بناء على التحسن الأخير بداية الأسبوع القادم.
وينبه إلى أن “جودة البيئة” قامت بجولة تفتيش بصري على شاطئ البحر ومحطات المعالجة، أظهرت وجود تحسن نوعي واضح وملموس.
وحول أسباب التحسن في مياه الشواطئ في المحافظات الثلاث المذكورة سابقا، يوضح أن بلدية غزة أوقفت ضخ المياه العادمة من خلال محطات الصرف للبحر وقامت بربطها قبل أسبوعين بمحطة المعالجة المركزية لمياه الصرف الصحي بمدينة غزة مقابل محررة “نتساريم”.
ويضيف : “إن محطات الضخ على شاطئ مدينة غزة جميعها توقفت عن ضخ المياه العادمة للبحر بعد ربطها بالمحطة المركزية بمحررة نتساريم قبل أسبوعين، مما انعكس على لون المياه”.
فيما قامت البلديات بربط محطة الضخ الوحيدة شمال القطاع بمحطة تصريف المياه العادمة التي تقوم بدورها بتصريف المياه العادمة بمحافظة الشمال للكثبان الرملية بمنطقة بيت لاهيا، كما جرى مد خطوط كهرباء لمحطات المعالجة بمحافظة رفح الذي أدى لتحسن نسب التلوث. وفق الأغا
وينوه إلى أن شواطئ مدينتي خان يونس والوسطى لا تزال تعاني من مشاكل الصرف الصحي، مبينا أن المعالجة في هاتين المحافظتين غير كافية.
وبحسب الأغا، لا زالت هناك مناطق ملوثة خاصة بمنطقة “وادي غزة”، محذرا المواطنين من السباحة في الأماكن الملوثة كون ينتج عنها نزلات معوية.
الحذر مطلوب
لكن القائم بأعمال مدير صحة البيئة بوزارة الصحة الدكتور خالد الطيبي يقول: إن” تلوث مياه البحر أقل تلوثا عن السنوات السابقة نظرا لوجود انضباط في جدول الكهرباء فأصبحت المياه العادمة التي تضخ للبحر محدودة ومعظمها معالجة وانخفضت عن السنوات السابقة”.
يضيف الطيبي: “أن نسب تلوث شواطئ غزة كانت تصل الأعوام السابقة لنحو 77%”، مقدرا نسبتها هذا العام بنحو 54%، “هذه النسبة ليست التحسن الذي نريده”.
يرى الطيبي أنه لا زالت هناك حاجة لصيانة مخضات المعالجة وتوفير السولار والوقود كون ما يتم توفيره من كميات غير منتظمة، كما أن محطات المعالجة بحاجة لصيانة فمعظمها أصبح مهترئا، وهناك حاجة لإدخال معدات جديدة لها.
يوضح أنه حتما سيتم تصريف المياه من خطوط الطوارئ بشاطئ مدينة غزة في حالات انقطاع التيار الكهربائي والمقدرة بنحو ثمان ساعات وعدم توفر السولار ، مما يستوجب على المواطنين أخذ الحذر والابتعاد لمسافة 300 متر شمالا وجنوبا عن محطات المعالجة بمدينة غزة والواقعة: عند مخيم الشاطئ، وعند ميناء الصيادين، ومقابل منتجع الشاليهات، وقبالة شارع “8” بمنطقة الشيخ عجلين.
واستدل الطيبي على كلامه بان إحدى محطات ضخ مياه الصرف الصحي بمدينة غزة فتحت في إحدى المرات مما فاجأ المواطنين، مبينا أنه لا زال هناك خطورة على المواطن، فهو مطالب بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن تصريف المياه العادمة لمسافة آمنة، كي لا يتكرر فتح المحطات عند حدوث خلل بسبب انقطاع التيار الكهربائي أو عدم كفاءة المولدات.
يحذر الطيبي من الأخطار الصحية الكبيرة للسباحة بالمياه الملوثة التي تسبب نزلات معوية والتهابات الأذن الوسطى بالعين، وما يعرف بظاهرة “التغول الميكروبي”، والذي ينتج عن تعرض جسم الانسان للميكروبات بشكل مستمر فيصبح غير قادر على مواجهة الميكروبات مستقبلا.
معدلات طبيعية
هل هناك إصابات لالتهابات أو نزلات معوية خاصة بالأطفال؟ سؤال يتخوف منه المواطنون في غزة نقلناه إلى مدير دائرة الطب الوقائي بوزارة الصحة الدكتور مجدي ضهير ، الذي بدوره يوضح ان معدلات الإصابة بالإسهالات طبيعية (تزيد صيفا)، مؤكدا عدم تسجيل أي زيادة غير طبيعية عن معدلات الزيادة الموسمية.
يقول ضهير: “يمكن القول أنه لا يوجد مشكلة حقيقية تهدد الصحة العامة، وما يتم تسجيله من حالات مصابة بـ “الاسهال” يندرج تحت الزيادة الطبيعية ولا يوجد خطورة”.
يبين أن مياه الشواطئ مراقبة من خلال أخذ عينات بشكل دوري، مما نتج عنه تحسن ملحوظ بنسب التلوث مقارنة بالأعوام الماضية، مؤكدا عدم وجود مشكلة بالسباحة بالمناطق النظيفة فهي آمنة، وأن نتائج الفحوصات تبشر بوجود تحسن.
بلدية غزة ترد
مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة رمزي أهل أفاد من ناحيته، أن بلديته انتهت مؤخرا من تنفيذ مشروع بتمويل من الوكالة الألمانية للتنمية لرفع كفاءة محطة المعالجة بمنطقة الشيخ عجلين، وكذلك قامت بمد خط كهرباء دائم تقريبا لمحطات ضخ المياه العادمة التي كانت تصب بشاطئ البحر.
وقال أهل، “وصلنا لمرحلة جيدة جدا ولا توجد قطرة مياه عادمة تصل لشاطئ بحر مدينة غزة، بعد رفع كفاءة محطة الشيخ عجلين إلى المحددات البيئية الفلسطينية”، لافتا إلى أن البلدية قامت بعمل صيانة كاملة لمحطات المعالجة.
وأكد أن البلدية قامت بربط جميع محطات ضخ المياه العادمة التي تصب للشاطئ – وعددها خمس محطات – بمحطة المعالجة بمنطقة الشيخ عجلين، التي بدورها تقوم بصب المياه للبحر بعد معالجتها، لافتا إلى أنه سيتم معالجة 60 ألف متر مكعب يوميا من المياه العادمة بمدينة غزة.
المصدر: شبكة قدس