إسلام وإيمان.. زوجان يواجهان البطالة في غزة بـ “خبز دارنا”

Rayan2 مايو 2019
إسلام وإيمان.. زوجان يواجهان البطالة في غزة بـ “خبز دارنا”

غزة تايم – سباق حقيقي، يبدأ من لحظة عودة التيار الكهربائي داخل منزل الشاب إسلام الجمل وزوجته إيمان، في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، على أمل إتمام طلبيات الخبز الذي يصنعانه منزلياً.

ويحاول الزوجان اللذان يعانيان أوضاعاً اقتصادية غاية في الصعوبة، الترفع عن مد اليد في ظل انعدام فرص العمل داخل غزة، عبر مشروعهما الصغير، وتوفير المتطلبات الأساسية لأسرتهما المكونة من أربعة أفراد.

ويسابق إسلام وأمل الوقت منذ لحظة عودة التيار الكهربائي، لتجهيز طلبات الزبائن، قبل أن يعود التيار للانقطاع مجدداً، نتيجة عدم انتظامه في قطاع غزة، الذي يعاني حصاراً إسرائيلياً منذ 13 عاماً.

ويعمل الزوجان كخلية نحل، إذ يوفر إسلام لزوجته مستلزمات العجن، ويجهز لها الأوزان المطلوبة من الطحين، لتقوم هي بعجنه وتقطيعه وترقيقه تجهيزاً لخبزه، وتصفيفه للزبون، مقابل مبلغ زهيد من المال.

ويقول إسلام الجمل 31 عاماً، وهو متزوج منذ 6 سنوات، إنه اضطر لمغادرة بيت أهله في مدينة غزة منذ عدة سنوات نتيجة ضيق البيت، وإلى السكن بالإيجار، ما عقّد وضعه المادي، ودفعه مع زوجته إلى التفكير بمشروع بتكلفة بسيطة، خاصة بعد أن توقف عن عمله في حراسة بناية سكنية، نتيجة عدم انتظام دفع رواتب الموظفين، وعدم التزام سكان البناية بدفع المستحقات، ما اضطر إدارة البناية إلى تخفيض راتبه من “800 شيقل (222.93 دولارا أميركيا) إلى 500 شيقل (139.33 دولارا أميركيا)، ومن ثم وقف العمل نهائياً.

صناعة الخبز المنزلي بتكلفة قليلة

أما بخصوص فكرة المشروع، فيوضح أنه اهتدى إليها بعد تفكير طويل مع زوجته إيمان، إذ رغبا في مشروع بتكلفة قليلة، نظراً لعدم قدرتهما على فتح مشروع كبير، أو توفير مستلزمات مكلفة، مضيفاً: “شاهدنا على صفحات التواصل الاجتماعي صفحات لعمل مختلف أنواع المأكولات الشرقية والغربية، والحلويات بأصنافها المتنوعة، فقررنا صناعة الخبز المنزلي، بتكلفة قليلة”.

ويوضح أنه قام بتوفير مستلزمات المشروع، من طنجرة كهربائية، ووعاء للطحين، مرقق العجين، طاولة للترقيق، وأخرى للطنجرة، وقماش نظيف لتغطية العجين، إلى جانب توفير بعض الطحين للبدء بخبز أول طلبية، بعد الإعلان عن فكرة المشروع عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي”.

حظيت الفكرة باهتمام وتشجيع الأصدقاء

وحظيت فكرة “خبز دارنا” والتي نُشرت على موقع “فيسبوك” باهتمام وتشجيع كبير من الأصدقاء، إذ لم تقتصر على بيع الخبز فقط، بل أتاحت مجموعة من الأفكار، من بينها توفير الزبون للطحين، وعجنه مقابل مبلغ بسيط لكل كيلو غرام، أو احتساب ثمن الطحين لمن يرغب بخبز جاهز.

ويضيف الجمل: “في حال توفير الطحين من الزبون، نقوم باحتساب ثمن الكيلو 1.5 شيقل، بينما نضيف 1.5 شيقل (يعادل الدولار 3.62 شيقلاً) في حال قمنا نحن بتوفير الطحين”، مبيناً أن الطلبات متنوعة، إذ أحضر بعض الزبائن أكياس الطحين، واشترط خِبازة الخبز منها حصراً.

يسابقان الزمن لتوفير الطلبيات

وتسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، بخسائر كبيرة للزوجين، بفعل تلف كميات من العجين، بعد عجنها وترقيقها وانقطاع التيار الكهربائي، إلا أن تلك العقبة لم تكن الوحيدة في مشروعهما الصغير، إذ تؤرقهما الأعطال الفنية المتكررة، والتي تستلزم مصروفاً إضافياً

ويأمل الجمل، الذي لا يملك أي دخل يعينه على تسيير أمور حياته اليومية، بتحسن أوضاع الكهرباء، إلى جانب دعم مشروعه الصغير بالأدوات اللازمة، والتي من شانها تطويره، وتوفير مستلزمات أسرته الصغيرة.

حاولا التغلب على الفقر والبطالة

أما زوجته إيمان الجمل 25 عاماً، والتي تقاسمه في التفكير والتعب، فتوضح أنهما حاولا التغلب على الفقر والبطالة بمشروعهما الصغير، على الرغم من الإرهاق الكبير الذي بات يصيبهما، والذي حَوّل ليلهما إلى نهار، وهما يطاردان التيار الكهربائي.

وتشير بحديثها إلى أن زوجها يقوم بتقسيم الطلبات وفق رغبة الزبائن، والكمية المطلوبة، إذ تختلف الكميات المطلوبة، ويتم عجن كل طلبية بمعزل عن الأخرى، ما يدفعها إلى عجن أكثر من كمية يومياً، مضيفة: “هذا العمل مرهق للغاية، لكنه سبيلنا الوحيد لتوفير لقمة عيشنا دون الطلب من أحد”.

المصدر: العربي الجديد

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.