غزة تايم – وأخيرًا سيتنفس أهالي قطاع غزة الصعداء، عقب البدء في تنفيذ مشروع قطري سينهى أزمة تلوث شاطئ بحر غزة بالمياه العادمة، بعد سنوات طويلة عانى منها سكان القطاع، لاسيما مع اقتراب دخولنا في فصل الصيف الذي يستغله المواطنون بالاستجمام على شاطئ البحر.
وكشفت سلطة جودة البيئة في قطاع غزة إبريل العام الماضي، أن 75 في المائة من مياه الساحل الممتد على مسافة 40 كيلومتر ملوثة بمياه الصرف الصحي بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي، في الوقت الذي يعتبر فيه بحر قطاع غزة المتنفس الوحيد لما يزيد عن مليوني مواطن يعيشون في القطاع تزامنًا مع الحصار الإسرائيلي وانقطاع الكهرباء.
وحول تفاصيل المشروع القطري، أكد مدير عام المياه والصرف الصحي في بلدية غزة، المهندس رمزي أهل، أن البلدية وشركة توزيع الكهرباء، بدئتا بتنفيذ المشروع على أرض الواقع بتغذية محطات الصرف الصحي بالطاقة الكهربائية للحد من مشكلة التلوث.
وقال أهل، “إن البلدية لا تألو جهدًا في محاولة القضاء على مشكلة تلوث مياه البحر خاصة أنه المتنفس الوحيد للمواطنين، مشيرًا إلى البلدية تسعى بكامل طاقاتها لتشغيل كافة محطات معالجة المياه، لافتًا أن التحدي الكبير هو انقطاع التيار الكهربائي خلال الصيف المنصرم”.
وأضاف: “المشروع سيشمل جميع محطات الصرف الصحي المتصلة بشواطئ بحر قطاع غزة، مبينًا أن شركة توزيع الكهرباء بدأت بالتنسيق مع بعضهما لتنفيذ المشروع بدءًا من محافظة غزة، وصولًا إلى جميع المحطات الخمس الرئيسية على مستوى القطاع”.
ولفت أن التحدي الأكبر والعائق أمام البلدية يتمثل في كيفية وصل مياه الصرف الصحي لمحطات المعالجة، والذي يحتاج إلى تيار كهربائي متواصل على مدار الساعة، موضحًا أن ذلك يحتاج لكمية كبيرة من السولار لتشغيل المحطات في ظل انقطاع التيار الكهربائي خلال الصيف الماضي الذي وصل إلى 20 ساعة قطع.
ولفت أن بلدية غزة تقوم بالتنسيق ع شركة توزيع كهرباء غزة بعد موافقة اللجنة القطرية لإعمار غزة واستجابتها لنداء البلدية وقيامها بتمويل المشروع الذي سينهى مشكلة تلوث مياه البحر قبيل بداية الصيف، مؤكدًا ان البلدية استطاعت منذ شهر فبراير الماضي رفع مستوى كفاءة محطات المعالجة المركزية في غزة وفق المحددات البيئية والدولية والفلسطينية.
وأشار أهل إلى أن اللجنة القطرية لإعمار غزة خصصت مبلغ (مليون و200 ألف دولار) لتشغيل محطة صرف غزة، موضحًا أن المشروع كاملًا تبلغ تكلفته ما يقارب (3 – 4) مليون دولار.
ويرجع تلوث أجزاء كبيرة من الشاطئ إلى تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي عن قطاع غزة، ووصول انقطاع الكهرباء ل 20 ساعة متواصلة ما سبب في تصريف أكثر من 115 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي يوميا الى شاطئ البحر دون معالجة أو بمعالجة جزئية.
جدير بالذكر أن نتائج مراقبة جودة مياه شاطئ محافظات غزة لشهر أبريل 2018 أظهرت تلوث نحو 75% من طول الشاطئ الكلي البالغ 40 كم.
ويأتي هذا الفحص ضمن برنامج مراقبة جودة مياه شاطئ قطاع غزة المستمر الذي تنفذه سلطة جودة البيئة بالتعاون مع وزارة الصحة وبمساعدة الشرطة البحرية.