دخلت التهدئة بين المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل ليلة السبت، بعد 5 أيام كاملة من التصعيد والقصف المتبادل، لتنتهي هذه الجولة من المعارك المتواصلة.
ومع انتهاء المعركة يبدأ المواطنين بتفقد ذويهم، في وقت تعج المآسي من فقدان منازل وشهداء وجرحى، وهو ما يخلق فصلا جديدا من المعاناة.
ومع انتهاء المعركة، لابد من العمل الجاد على إيجاد مأوى عاجل للمواطنين الذين باتوا دون منازل بعد قصفها، والعمل على مواساة أهالي الشهداء والجرحى.
ولابد كذلك من العمل على إعادة بناء هذه المنازل، على وجه السرعة، وعدم استمرار معاناتهم كما في عدوان 2014 وما بعدها، في وقت لا يزال آلاف الوحدات المدمرة منذ سنوات طويلة دون العمل على بنائها.
ويجب على أصحاب القرار طرح عدة تساؤلات أمامها، تتمثل في: هل المواطنون قادرون على تحمل أزمات العدوان دون دعم، وماذا عن عمال المياومة خلال الأيام الخمسة من العدوان، ولماذا لا توجد موازنة طوارئ تعمل على اسعاف الأسر الفقيرة خلال هذه الفترة.
وسريعا نستعرض، أضرار القطاعات المختلفة في قطاع غزة، بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو ما يحتّم على ضرورة البحث عن تمويل عاجل لهم.
ففي قطاع الإسكان، بلغ إجمالي الوحدات السكنية المتضررة 2041 وحدة سكنية ما بين هدم كلي وجزئي، بقيمة تقديرية للخسائر تقدر بـ 9 مليون دولار.
في حين تقدّر قيمة الخسائر في القطاع الزراعي، قرابة 3 ملايين دولار.
ورغم عدم وجود إحصائية للخسائر المباشرة التي لحقت بالمحال التجارية، إلا أن توقف عجلة الاقتصاد كبّدت الاقتصاد خسائر بـ 40 مليون دولار طيلة أيام العدوان الخمسة.
فضلا عن ضرر كبير في البنية التحتية، لقطاع غزة، والتي تعني أصلا من مشاكل كبيرة، بقيمة تزيد عن مليون دولار موزعة بين خطوط مياه وصرف صحي واغلاق شوارع وخطوط كهرباء وأعمدة ومحولات مدمرة.
الخسائر المليونية السابقة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأزمات في قطاع غزة تتعمق وبحاجة لحلول، وهو ما يدعو للتساؤل، من سيعوّض هذه الأسر تلك الأضرار، وإن حدث تعهدا لذلك فما هو الوقت المنتظر حتى يصل هذا التعويض لهذه الأسر؟
ويبقى التساؤل، هل ستضاف أزمة إعمار مباني هذا العدوان، إلى نظيرتها من سنوات العدوان التي لم تعمر بعد؟
بقلم: عزيز الكحلوت