شهد تقويم شهر رمضان 2023 بحثًا واسعًا وسط المصريين لمعرفة موعد الشهر الفضيل والتحضير له. حيث لم تختلف عاداتهم عبر العصور المختلفة إلا في تفاصيل بسيطة مرتبطة بتطورات العصر وتطور وسائل الحياة والمعيشة. وعلى مر العصور، يستعد المسلمون للشهر الفضيل الذي يسبقه بفترة وجيزة، حيث يبدوؤا في شراء السلع المرتبطة به، مثل الياميش، ويشترون الفوانيس والأشياء الزخرفية المعلقة في الشوارع والطرق وواجهات البيوت.
ويستعد أهالي القاهرة والمحافظات المختلفة للشهر المبارك قبله بأسبوعين. وتعرض وسائل الإعلام المصرية أغاني تراثية متعلقة بشهر رمضان، بينما تمتلئ الأسواق بالمنتجات الرمضانية مثل التمر، قمر الدين، الجريب فروت، المشمش، المكسرات، عرق السوس، التمر الهندي، الخروب، السوداني المقشر، جوز الهند والزبيب، ويبدأ الشراء قبل رمضان. وبداية صناعة الفوانيس تسبق رمضان بفترة، وهناك منطقة شهيرة في القاهرة لتصنيعها وهي باب الخلق، وهناك كبار المتخصصين في المهنة.
تقويم شهر رمضان 2023 في مصر
الفانوس مصنوع من خامات محلية وخاصة الزجاج الملون الذي اشتهرت به زخارف مصر الإسلامية. ويوجد أنواع عديدة من هذه الفوانيس الكبيرة التي يقبلها أصحاب المحلات والفنادق لتوضع في المقدمة وفي الخيام الرمضانية الشهيرة بالفنادق والمواقع المختلفة. وتوضع الأصغر في واجهات المباني وعلى الشرفات، والصغرى التي تصنع في المناطق تعلق الشعبية بالأسلاك بين الشوارع الضيقة.
والأطفال قبل أيام قليلة من رمضان يبدؤون في جمع مبالغ من السكان للزينة الرمضانية، ليبدؤوا بشراء مختلف الأوراق الزخرفية وصنعها بأنفسهم. والمشاركة مع الكبار في تعليقها بين الأبنية والمنازل، بالإضافة إلى لمبات كهربائية بأسلاك طويلة لإنارة الشوارع المختلفة. في ليلة الرؤية تتحول القاهرة إلى عرض للفرح والسعادة وهم متشوقون لشراء الطعام. وتجتمع العائلات والأهالي بعد صلاة المغرب في انتظار الاحتفال بدار الافتاء والأزهر الشريف لاستقبال الشهر الفضيل وانتظار البيان الرسمي لتحديد صلاة القيام.
وبعد الإعلان يسرع الجميع، كبارًا وصغارًا، لملء مساجد القاهرة حتى النهاية بالمصلين، ويسهر الجميع هذه الليلة ، ويبدأ الإعلان عن الدورات الرياضية الرمضانية في مختلف أحياء القاهرة، وتبدأ الحجوزات في النوادي ومراكز الشباب التي تبدأ مبارياتها بعد صلاة التراويح وفي بعض الأماكن بعد صلاة الفجر. ويتم تبادل التهاني في الشهر الفضيل من خلال الاتصالات المختلفة مع الأسرة والأحباء، والبريد الإلكتروني من خلال مختلف الوسائل الحديثة، وتحديد مواعيد الدعوات الرمضانية بين العائلة والأصدقاء.
في اليوم الأول لا يفطر شخص بمفرده إلا لظروف عمله، حيث يحرص الجميع على جمع أكبر عدد من أفراد الأسرة لتناول الإفطار الجماعي. وتتزايد الأعمال الخيرية، حيث تنشط جميعيات غير حكومية مختلفة في إعداد ما يعرف بـ “شنطة رمضان”، والتي تعدها الحكومة والجمعيات والأهالي. يحرص بعض المحافظين على توزيعها بأنفسهم، وتتوسع الأعمال الخيرية من موائد الرحمن المنتشرة في أحياء وشوارع وميادين القاهرة، ويشارك فيها جميع المحسنين في مصر.
