جولات فتح وحماس والمصالحة الفلسطينية

Rayan18 أكتوبر 2022
جولات فتح وحماس والمصالحة الفلسطينية
جولات فتح وحماس والمصالحة الفلسطينية

لا تزال المصالحة تراوح مكانها دون أي تقدّم يذكر رغم الجولات المكوكية لحركتي فتح وحماس للكثير من الدول، ولكن دون حلول عملية على أرض الواقع.

ويسيطر اليأس على الشارع الفلسطيني في ظل التعنت الكبير من الطرفين تجاه تطبيق بنود المصالحة، وهو ما يدفع لشلل سياسي فلسطيني يزيد من الانقسام ويخلق بيئة اجتماعية مهترئة.

ويوم الأربعاء الماضي، الموافق 12 أكتوبر الجاري، وقعت حركتا فتح وحماس اتفاق الجزائر والذي ينص على إنهاء الانقسام ووضع جدول زمني لإجراء الانتخابات.

حالة التهكم التي عايشناها في الشارع الفلسطيني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يوجد أي ثقة للفصيلين الأكبر على الساحة الفلسطينية بين المواطنين.

وفي سرد سريع للقاءات المصالحة السابقة، بدأت في اتفاق مكة بتاريخ 8 فبراير من العام 2007، ثم أتبعه الورقة المصرية بتاريخ 15 سبتمبر من العام 2009، واتفاق القاهرة في 20 ديسمبر من العام 2011.

كما وجرى توقيع اعلان الدوحة في السادس من فبراير لعام 2012، واتفاق الشاطئ في الثالث والعشرين من أبريل لعام 2014، واتفاق القاهرة في 12 أكتوبر من العام 2017.

وفي الحادي عشر من فبراير لعام 2019 جرى لقاء روسيا، ثم تبعه اجتماع بيروت في الثالث من سبتمبر لعام 2020 واتفاق اسطنبول في 24 من نفس الشهر، وأخيرا اتفاق الجزائر.

وحتى على صعيد اتفاقية الجزائر، كان هناك اختلافات على عدة نقاط، والتي كان أهمها حذف البند السابع، يدل الاختلاف الجوهري في تفكير الطرفين، ويضل الكثير من العثرات في إنجاح المصالحة.

المصالحة الفلسطينية

وفي مارس من العام 2018 حينما جاء رئيس الوزراء الفلسطيني السابق رامي الحمد الله إلى قطاع غزة، جرى تفجير المركب وانهالت الاتهامات بين الطرفين وتأججت الأوضاع أكثر من قبل.

وفي حدث آخر تعرض وزراء الحكومة القادمين من رام الله لاحتجاز في فندق الإقامة وهو ما خلق انطباع عن عدم جدية المصالحة، لتبقى معلقة حتى يومنا هذا.

الاتفاقيات العشرة سابقة الذكر لم تستطع تحريك ولو جزءا يسيرا في عجلة المصالحة المهترئة والتي أوصلت رسالة للشعب الفلسطيني أن الطرفين فقدا ثقة شعب كافح وناضل لسنوات طويلة تحت الاحتلال.

وفي الوقت الذي تتعثر فيه المصالح لأكثر من 15 عاما، نجد أن هناك الكثير من الجولات التي تجريها الفصيلان كلاً على حدة، سواء إلى روسيا أو تركيا أو الجزائر أو غيرها من الدول، وهو ما يدفع بكل فصيل “ليغني على ليلاه”.

ولعل السؤال الأبرز، ما هي الخطوات الحاسمة التي يجب الذهاب إليها لمواجهة هذا الانقسام الذي أنهك بالمجتمع وثقافته واقتصاده، وزرع الفتنة والضغينة بين شبابه، ومتى سنعود لصندوق الانتخابات الذي قد يُنهي هذه المأساة؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

x