لا يزال العالم يواجه أزمة صحية غير مسبوقة ناجمة عن جائحة كوفيد -19، حيث تم الإبلاغ عن ما يقرب من نصف مليار حالة إصابة بالفيروس في دول مختلفة، بينما توفي أكثر من 6 ملايين شخص حتى الآن.
في الوقت الذي اعتقد فيه غالبية الناس أن الوباء قد انتهى، انتشر الفيروس بشكل أكبر في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن الصين لديها أكبر نسبة من الإصابات.
تفشِ جديد في الصين
واصلت جزيرة هاينان الصينية، التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة، إغلاق المزيد من المناطق، حيث تواجه أكبر انتشار لفيروس كوفيد. وذلك بعد أن كانت معدلات الإصابة منخفضة للغاية منذ بداية الوباء مقارنة بالمقاطعات الصينية الأخرى.
وأبلغت المؤسسات الصحية في هاينان عن أكثر من 1400 إصابة بفيروس كورونا هذا الشهر، وهي زيادة حادة مقارنة بالحالتين فقط اللتين تم الإبلاغ عنهما العام الماضي.
تم إغلاق هايكو، عاصمة المقاطعة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 2.9 مليون نسمة، ومدينتان صغيرتان هما ليدونغ وتشينغماي، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الحكومية.
وجهت ثماني مدن وبلدات صينية، يبلغ عدد سكانها مجتمعة حوالي 7 ملايين نسمة، تعليمات لسكانها بعدم مغادرة مكان إقامتهم إلا لأسباب جوهرية.
دراسة جديدة في ظل تفشي الوباء الجديد
أظهرت دراسة أجرتها جامعة هونج كونج ونشرتها المجلة العلمية البريطانية الرسمية “الطبيعة”، لأول مرة كيف تعزز فيروسات كورونا قدرتها على التكاثر من خلال استغلال الجهاز المناعي للمرضى.
يقول البروفيسور يوين كوك يونغ، الباحث الرئيسي والمستشار الصحي الحكومي، إن نتائج هذه الدراسة تمثل اختراقًا غير متوقع في علم الفيروسات.
وجدت هذه الدراسة، التي أجراها أكاديميون بقيادة البروفيسور يوين، أن فيروسات كورونا يمكن أن تستغل نوعًا من إنزيم السيستين-الأسبارتيك يسمى كاسباس -6، وهو إنزيم يكسر البروتين في جسم الإنسان المصاب لتسهيل تكاثر الفيروس، مما يساعد على انتشار الفيروس على نطاق واسع.
تشير هذه النتائج إلى أنه يمكن تصميم الأدوية ضد كاسباس 6، أي تعطيل تكاثر الفيروس. يمكن أن تصبح هذه الأدوية علاجًا فعالًا للعديد من حالات الإصابة بفيروس كورونا.
يلاحظ يوين أن مثبطات كاسباس 6 أثبتت فعاليتها ضد جميع الأنواع السبعة من فيروسات كورونا في معظم التجارب المعملية، واعدة بعلاجات جديدة وفعالة لمواجهة الموجات الجديدة من هذا الفيروس.
لقاحات جديدة تستهدف طفرات جديدة
وفقًا لـ “رويترز”، قالت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) إنها بدأت مراجعة جديدة للقاحات Covid-19 مع شركة Pfizer (PFE.N) والتكنولوجيا الحيوية (22UAy.DE).
اللقاح المطور، أو “اللقاح الثنائي التكافؤ”، يستهدف سلالتين من الفيروس SARS-CoV-2، وفروع Omicron BA.4 / 5 التي كانت وراء معظم الحالات المتفشية الأخيرة.
بينما تستمر لقاحات فيروس كورونا الحالية في توفير حماية جيدة وتقليل الاستشفاء والوفيات، انخفضت فعالية اللقاح إلى حد ما مع الطفرات المستمرة في بنية الفيروس.
ومن المتوقع الموافقة على لقاحات COVID الجديدة المتوافقة مع طفرات COVID بحلول سبتمبر 2022، لكنها أشارت إلى أن اللقاحات التي تستهدف سلالة BA.1 متاحة. لكن اللقاحات التي تستهدف سلالات BA.4 وBA.5 لا تزال قيد البحث والتطوير السريري.
يؤكد الأطباء دائمًا على الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعروفة، مثل التباعد الاجتماعي قدر الإمكان، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، والتأكيد على ضرورة تناول جرعات معززة من لقاح كورونا، خاصة لمن هم فوق الستين عامًا.
