تحميل رواية خبز على طاولة الخال ميلاد مكتوبة pdf مجانا والتي تتحدث عن إحدى أهم المشكلات الفكرية والمجتمعية التي عانى منها العرب منذ سنوات عديدة. ومن أول سطر إلى آخر يأخذ الكاتب القارئ معه للبحث عن إجابات للعديد من الأسئلة المتعلقة بالعادات، تقاليد وموروثات ترفع عليها الشخصية العربية وتشكل ضميرها. وأحد أسباب تأخرها بدون دراية أو معرفة.
هناك سؤال واحد يستمر من أول صفحات الرواية إلى آخر صفحة وهو: ما هي الرجولة؟ ومن هو الرجل ؟! ينغمس قارئ النص في الكاتب في البحث عن إجابة لهذا السؤال، من خلال المجتمع الذي يصور الرجل على صورة شخص قوي وجدير يتحكم في منزله وعائلته ويستطيع جلد وسجن وضرب زوجته أو أخته أو أي أنثى في أسرته، لأنه يعلم ما في مصلحة المنزل وما يفيدهم أكثر منهن.
وللرجل في المجتمع الحرية المطلقة في كل ما يفعله، وهذه العادات المجتمعية تأخذ شيئًا من القداسة بعد إضافة صبغة دينية إليها. هذا هو مأزق “ميلاد” بطل الرواية، الرجل العربي الذي قال في النص أنه ولد في بيئة لا تحلم ولا تشجع على الحلم. ميلاد، الذي يواصل البحث عن مفهوم الرجولة ومن هو الرجل، يحاول خلق ثورة ضد هذه العادات.
تحميل رواية خبز على طاولة الخال ميلاد مكتوبة pdf
اضغط هنا
لا يريد أن يكون قوياً أو جباراً، بل لا يريده على الإطلاق. أكثر ما يريده هو العيش بسلام. لا يريد أن يكون متحكمًا في نساء بيته لدرجة أن رجولته قد تكون ناقصة في نظر المجتمع، لأنه يسمح لإناث منزله بالذهاب إلى الجامعة أو ركوب سيارة أجرة مع رجل غريب هو السائق، أو حتى أنثى في منزله ترتدي الجينز، وبالتالي يصفه المجتمع بأنه الديوث.
أنت في مجتمع يرقى بالرجل بغض النظر عن أخلاقهم أو معرفتهم أو شخصيتهم، ويحط من قدر المرأة. تأخذ هذه النظرة القبلية بعض الأمثلة العامية التي وضعها الكاتب في افتتاح كل فصل داخل الرواية لنقل تلك الرؤية المجتمعية الخاطئة. لكن هناك نقطة أخرى وسؤال آخر: ما هو دور الرجل في المجتمع أو الحياة؟ ما هو دور الأنثى؟
بعد زواج ميلاد من زينب بعد قصة حب، نرى أن الظروف دفعت ميلاد لأن يكون القائم بالأعمال المنزلية التي تقوم بها المرأة في المجتمعات العربية، من طهي وغسيل وكي الملابس وتنظيف المنزل وما إلى ذلك، بينما زينب هي زوجته التي يؤدي المهام التي يقوم بها الرجل. في الواقع، هي من تذهب إلى العمل كل صباح وتعود متعبة.
رواية خبز على طاولة الخال
وهذه مشكلة أخرى وسؤال لا بد من طرحه: لماذا رفض المجتمع الرواية، والمجتمعات العربية ترفض مثل هذه الحياة التي اختار ميلاد وزوجته زينب أن تكون حياتهما؟ يقودنا هذا إلى سؤال آخر: هل يجب على الإنسان أن يعيش كما يريد أن يعيش ويفعل ما يجعله سعيدًا؟ أم أنه يعيش على العادات التي تحدث له أشياء قد لا تسعده ؟!
يستمر الكاتب في طرح الأسئلة حول هذه العادات المجتمعية والقوانين التي وضعها البشر على أنفسهم، والدين الذي هو من الله إلى الإنسان، فالدين الأول الذي صنعه الإنسان بالتأكيد يمكن أن يكون فيه العديد من الأخطاء التي قد تدمر حياة الإنسان كما دمرت حياة ميلاد بطل الرواية. ولكن هناك دين من الله إلى الإنسان، هذا الدين جاء لمنفعة الإنسان وخدمته ولتوفير وسائل السعادة وليس البؤس.
بطل الرواية هو خباز، لكن يجب أن نتوقف ونتأمل في تأملاته حول الخبز لفترة طويلة. الخبز في الرواية له إسقاط على التباين الطبقي بين كل طبقة وطبقة ونوع الخبز الذي يأكله، وعلاقة الثورات بالخبز، وحركة المجتمع، وحتى تاريخ ليبيا قبل الاحتلال الإيطالي وبعده. وهناك ارتباط بين صنع الخبز وتكوين الإنسان، فهل يتكون الإنسان من عجين ليّن يمكن تكوينه؟
