هل يجوز اخذ حبوب منع الدورة في رمضان ؟ تضطر المرأة إلى قضاء أيام قليلة من الصيام أفطرتها في الشهر الفضيل بسبب الدورة الشهرية، وقد يصعب على بعضهن، مما يؤدي بهن إلى تعاطي العقاقير لتأخير الحيض، معتقدين أنه قد يساعدهن على صيام شهر رمضان كله.
ومع ذلك فهذه الخطوة تخضع لضوابط محددة لما تسببه من آثار جانبية إذا تم استخدامها دون إشراف طبيب مختص. وتستخدم هذه الأدوية لعدة أسباب مشروعة، منها رحلات العمرة والحج وصيام رمضان، وعادة ما تعتمد عليها النساء في منع نزول دم الحيض في أيام معينة. ثم تعود المرأة إلى وضعها الطبيعي فور إيقاف الدواء.
هل يجوز اخذ حبوب منع الدورة في رمضان ؟
وقد سمحت دار الإفتاء المصرية باستعمال هذه العقاقير لأداء عبادة الصيام، لكنها اشترطت اجتناب الأذى وإشراف طبيب مؤتمن لتحديد أثر هذه الأدوية على كل حالة.
يقوم الطبيب بتحديد العديد من الأمور قبل اتخاذ قرار بشأن نوع الهرمون المستخدم لرفع الحيض، ولهذا القرار يحتاج إلى إجراء بعض الفحوصات.
تم الكشف عن الموجات فوق الصوتية على الرحم، للتأكد من أن جسم المرأة جاهز لتحمل التغيرات الهرمونية المصاحبة لهذه الأدوية، والتي قد تكون مسرطنة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي أو عنق الرحم.
هناك العديد من الخيارات المتاحة لرفع الحيض. يمكن لحبوب منع الحمل وأدوية البروجسترون ومجموعة متنوعة من الأدوية أن تفعل الشيء نفسه، ويتم بيع معظمها أحيانًا في الصيدليات بدون وصفة طبية.
ولكنه قد يعرض المرأة لمضاعفات مختلفة، مثل النزيف الحاد، والألم، والتقلصات المؤلمة، والصداع الشديد، وآلام الثدي، والتقلبات المزاجية الشديدة، والرغبة الجنسية. لذلك يجب أن تخضع المرأة لاختبارات تتعلق بنوع الهرمون وجرعته المناسبة لكل حالة على حدة.
تجارب واقعية
تعتقد بعض النساء أنه لا داعي لاستشارة الطبيب حول هذا الأمر، خاصة وأن حبوب منع الحمل – على سبيل المثال – متوفرة للجميع، وتناول هذه الأدوية لفترة قصيرة لن يسبب ضررًا.
لكن طبيب النساء والتوليد أحمد عباس أكد حدوث العديد من الحالات الطارئة التي تأثرت بتعاطي هذه الأدوية، أبرزها مريضة تلقت أقراص لتأخير الحيض لقضاء موسم الحج بإشراف طبيب.
ويضيف أن المرأة لم يكن لها أي آثار جانبية في ذلك الوقت، ولكن بعد سنوات قررت المرأة تكرار نفس الحبوب دون استشارة الطبيب لصيام رمضان، فدخلت إلى غرفة الطوارئ بسبب فقد كمية كبيرة من الدم.
رغم أنها كررت نفس الحبوب من قبل، إلا أن حالتها الصحية تغيرت بعد موسم الحج، خاصة بعد أن خضعت لعملية قيصرية، وكانت مصابة بفقر دم شديد وضعف في الشعيرات الدموية. أصبحت الأقراص نفسها خطيرة للغاية على حياتها بسبب النزيف.
لذلك فإن الحبوب والأقراص آمنة إذا تم إجراؤها بالطريقة الصحيحة والمناسبة والمتابعة الطبية الدقيقة قبل اختيار الدواء، وأثناء تناوله، ثم المتابعة الطبية وقت الدورة الشهرية مرة أخرى؛ إنها أدوية هرمونية يجب مراقبتها بعناية لتجنب آثارها الجانبية.
ونصح عباس النساء اللواتي قررن تناول هذه الأدوية بفحصها قبل اختيار الدواء، وتجنب تكرار نفس الدواء مرة أخرى بسبب اختلاف مستويات الهرمونات لدى النساء من حين لآخر بسبب عوامل كثيرة.
يبدو أن تناول الأدوية المنشطة للدورة الشهرية لصيام شهر رمضان بأكمله خطة مثالية، ولكن مثل الخطط المماثلة التي تحتوي على هرمونات لزيادة معدلات الخصوبة أو السيطرة على الوزن، لا يجب أن يتم ذلك بدون إشراف طبي، حيث يمثل ذلك خطورة كبيرة عند حدوث مضاعفات.