مشاهدة فيلم صندوق الدنيا كامل على ايجي بست بطولة خالد الصاوي، ورانيا يوسف، حيث يبدأ الفيلم باستعراض لشاب مراهق، يؤديه رابي سعد، يمسك بين أصابعه أوتار عرائس الدمى، يحركها ويرقصن معًا أو يتصارعن، على موسيقى ميلودرامية تثير البوح أو تتنبأ بكارثة، من تأليف د. أمير جادو، في فقرة تمثل “تيتير” للعمل، وشيء من هذا يذكرنا مرة أخرى بتيترات المسلسلات التلفزيونية، ولكن هنا يجب أن يكون وثيق الصلة بالحدث الرئيسي الذي يستند إليه الفيلم.
هذا الفتى المراهق هو ابن سائق ميكروباص يلعب دوره باسم سمرة. يتوجه من صعيد مصر إلى القاهرة مسؤولاً عن نقل النساء من مسقط رأسه لزيارة حسين وإعادتهن مرة أخرى.في حوار توضيحي، يخبر الأب ابنه عن حياتهم التي لا يعرفها المشاهد، عن وحدته بعد أن فقد زوجته، ولا يتذكرها إلا هذا الابن.
فيلم صندوق الدنيا كامل على ايجي بست
يعلم الأب ابنه حكمة عن الحياة، ويحذره من مدينة القاهرة، وبعد ذلك، عندما يصل الميكروباص إلى وسط البلاد، يطلب منه أن يشتري له علبة سجائر، وينزل الابن بالفعل، خائفًا من الميادين والجاهل بها ولن يعود للسيارة مرة أخرى.
في هذه اللحظة نتحرك لنتعرف على عالم آخر، حيث يلتقط أحدهم حقيبة، ويهرب بها بين الأزقة الضيقة، في هروبه يقتحم مشهدًا باسم سمرة، فيما ينتظر الأخير ابنه.
بعد مرور وقت طويل على إشارة المرور دون جدوى وأجبرته السيارات المسرعة على التقدم، يحاول الشاب الهروب من أحد وينقض بسلاح أبيض على والده ويطعنه ويسرق ميكروباصه.
يعتمد الفيلم بأكمله على هذا المشهد، أو واقعة جريمة قتل حدثت عن طريق الصدفة البحتة. قبل الحادث كان الناس يسيرون في الشارع وأثناءه وبعده بالطبع. من بين هؤلاء الأشخاص المتحولين جنسيًا، هناك شخصيات اختارها صانعو الأفلام لتسليط الضوء عليهم، أو بالأحرى لتسليط الضوء على بعض نقاط الضوء عليهم.
على سبيل المثال شخصية الكاتب “آدم” ويؤديها خالد الصاوي الذي يواسي الفتى الجالس على الرصيف دون أن يعلم أنه كاد أن يكون متورطًا في قتله.
كما نشاهد الريجيسير “حاتم” دور عمرو القاضي، والذي أقام للتو علاقة جنسية شبيهة بالاغتصاب مع امرأة تريد العودة للتمثيل لأن زوجها المثقف آدم لا يستطيع دفع مصاريفها، وبهذه العلاقة يدفع ثمن عودتها للفن.
يتقاطع حاتم الريجيسر مع الولد لفترة وجيزة جدًا وهو يضيع ولا يعرف اتجاهات الشارع، وهذا هو التبرير الدرامي لعرض قصته من وجهة نظر صانعي الأفلام.
استغلال النساء
يأخذنا الفيلم إلى مجموعة من الأفكار المشتركة التي لا تتعب السينما المصرية من تقديمها، ومنها أن عالم صناعة السينما والتلفزيون عالم تسكنه الشياطين التي تستغل أجساد النساء.
في مشهد العلاقة القسرية بين هذا الريجيسير وزوجة الكاتب، تستعرض الكاميرا الأجزاء العارية من جسد ربا، وكأن الصورة تقدم خطابين متضاربين، أحدهما يأسف على بيع أجساد النساء، وآخر يعتمد على أجسام الإغراءات التي يقدمها الفيلم لجمهوره، أي أنها تعيد بيعها للعين بطريقة ما.
“صندوق الدنيا” لن يعود إلى حياة ربى مرة أخرى ، بالمقابل سيقدم شخصية “روحية” تطاردها Regisser، بائع خضار وفواكه في الشارع، ويحترمها أكثر من ربى لمجرد أنها قالت له لا، في تعبير البائع. لاحقا سينتقل الفيلم إلى شخصية “فاطمة” أو رانيا يوسف، ممرضة تعمل في عيادة طبيب قلب شهير في وسط البلاد، ويقوم بدوره صلاح عبد الله.
تدخل فاطمة في حفلة في صفقة عادية من المفترض أن تجريها المرأة كل يوم، حيث توافق على بيع جسدها لرجل مقتدر ماليًا، مقابل شهادة زواج عرفي، لاستخراج لقب عانس منها حسب اعتقادها.
