بدأ مستخدمو الهواتف الذكية في اتباع خطة غير تقليدية للشفاء من إدمان هواتفهم الذكية، ألا وهي شراء هاتف آخر.
ففي تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، الأمريكية، رصدت قصة موظف تكنولوجيا المعلومات، دان دولار، البالغ من العمر 47 عاماً، ويعيش في كاليفورنيا، الذي قرر التخلص من إدمانه لهاتف “سامسونغ غلاكسي نوت 9″، بإبقائه في المنزل بعطلات الأسبوع، والخروج بهاتف جديد آخر هو “بالم”.
ويتسم هاتف دولار الجديد، بأنه أقل تقنية من هاتفه الرئيسي، وكذلك في صغر حجم شاشته التي تبلغ 3.8 بوصة فقط.
وأكد أنه بهذه الطريقة، ينشغل بصورة أكبر مع أبنائه في عطلات الأسبوع، دون أن يتعرض لتشويش من هاتفه الأساسي، والنظر إليه على مدار اليوم، لمتابعة الأخبار وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.
يأتي شراء دان دولار لهاتفه الثاني، في الوقت الذي تتبنى فيه شركة “بالم” مجموعة جديدة من الهواتف المحمولة، التي يتراوح سعرها ما بين 300 إلى 350 دولارا، ومن الممكن تحميل من خلالها تطبيقات ذكية، ولكن على شاشة أصغر.
وبعد إطلاقه رسمياً في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، تم شحن 68 ألف هاتف تابع لعلامة “بالم” الجديدة، في الربع الأخير من العام الماضي، وذلك وفقا لشركة الأبحاث “كاناليس”.
وبدأ بعض المستهلكين حول في العالم في الشعور بالقلق من أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يلهيهم عن العلاقات الشخصية، في حين عبر البعض الآخر عن مخاوفهم من سرقة بياناتهم الخاصة، وسط الفضائح التي تطول أكبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن خصوصية مستخدميها.
وعلى غرار دان دولار، فإن طالبة الفنون، سيسيليا دورسو، البالغة من العمر 22 عاماً، أكدت أنها تستخدم هاتفاً يبلغ طوله 4.6 بوصة، ويتبع شركة “ديفتميكر بانت” السويسرية، الذي يحتوي على شاشة مظلمة صغيرة، ويتيح فقط المكالمات الهاتفية وتلقي الرسائل النصية الأساسية فقط، ويبغ سعره 349 دولار، وذلك بعد شعورها بالضغط العصبي من وسائل التواصل الاجتماعي، وإشعارات الدردسة من هاتفها الذكي الرئيسي التابع لعلامة “هواوي” الصينية.
وصرح مؤسس الشركة السويسرية، بيتر نيبي، أنه عندما تم طرح أول هاتف يحمل اسمها في عام 2015، كان متوسط عمر مستهلكيها يتراوح ما بين 40 إلى 45 عاماً، ولكن الآن أصبح يتراوح من 22 إلى 35 عاماً، وهو ما يشير إلى لجوء فئة عمرية أصغر لمثل هذه الهواتف البسيطة.
ولا تشتمل هواتف “ديفتميكر بانت” السويسرية على متصفح إنترنت، أو إمكانية تحميل تطبيقات ذكية، ولكنه يمكن أن يتحول إلى نقطة اتصال للإنترنت اللاسلكي، توفير وصول الإنترنت إلى جهاز كمبيوتر محمول أو كمبيوتر لوحي.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال، أنه انخفضت شحنات الهواتف الذكية في كافة أنحاء العالم منذ عام 2017، ما تعد علامة على أن شهية العالم للحصول على أحدث الهواتف الذكية آخذة في التضاءل.
وفي تكتيك آخر لتقليل وقت المكوث على الهواتف الذكية، فقد لجأ بعض المستخدمين إلى هواتف أكثر بساطة، تتراوح قيمتها ما بين 30 إلى 50 دولارا، والتي تتيح فقط المكالمات والنصوص.
كما تستعد شركة “لايت” ومقرها مدينة بروكلين الأمريكية، طرح في صيف 2019، ثاني هواتفها، بعدما شهدت إقبالا منقطع النظير لطرازها الأول، الذي أطلقته في يناير/كانون الثاني 2017، وهو في حجم بطاقة الائتمان، ويتيح إجراء المحادثات الصوتية فقط.
وسيمتاز الطراز الجديد بسعره البالغ 300 دولار فقط، ويضم تطبيق للمواصلت المشتركة، والقدرة على تحميل الموسيقى وتشغيلها، ومنبه، ونظام تحديد المواقع لتحديد اتجاهات بسيطة.