إن حضورك للعمل وأنت مريض، قد يؤثر سلباً على باقي زملائك، وتنشر العدوى في كل المكان، وهنا يكشف الخبراء عن الطريقة المثالية لإخبار مديرك عن حاجتك لوقت للراحة من أجل الشفاء والتعافي.
ولكن قبل هذا، لابد من الإشارة إلى أن مكتب الإحصاء الوطني في بريطاني، كشف عن انخفاض عدد أيام الإجازات المرضية للعاملين في المملكة المتحدة، بقرابة النصف منذ عام 1993، إذ بينما كان العامل يتغيب 7.2 أيام في المتوسط كل عام بسبب المرض، انخفض هذا الرقم إلى 4.1 أيام في عام 2017، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
ويشرح خبراء أن السبب في ذلك، هو حدوث تغيير على ثقافة العمل، حتى أصبح التغيب أمراً مرفوضاً.
وتشير دراسات إلى أن الخوف من المديرين وعدم الاطمئنان لردود فعلهم، أجبر المزيد من العاملين على مواصلة العمل أثناء المرض.
كما أظهر مسحا أجرته شركة “أكسا بي بي بي” البريطانية للتأمين في عام 2015، أن قرابة 40% من الموظفين لا يخبرون مديريهم بالسبب الحقيقي لتغيبهم، عندما يتصلون للإبلاغ عن مرضهم، خشية ألا يصدقونهم.
وهنا ينصح الخبراء الموظفين بأن الطريقة المثالية لإبلاغ المدير عن حاجتهم للتغيب نتيجة مرضهم، هو الالتزام بالصدق وتفادي الكذب أو التهويل، تحاشياً لسوء الفهم، بالمسارعة في إبلاغه في حال إصابتهم بالمرض، وذلك لأن الإبلاغ الفوري في بداية المرض قد يمنح المدير وقتا كافيا للتخطيط لتغطية غياب الموظف.
أنواع المديرين
ويشير مارك مارسن، مدير شؤون العاملين بشركة “ألايز فور هيلث آند ويلبيينغ” المعنية بالخدمات الصحية في بيتسبرغ، إلى أن هناك نوعين من المديرين، أولهما يعتقد على الفور أن الموظف يبحث عن أي فرصة للتهرب من العمل، ومن ثم يضع الكثير من اللوائح. ويميل المديرون من هذه النوعية لتوقع الأسوأ من موظفيهم، خاصة حين يتغيبون عن العمل بسبب المرض.
أما النوع الثاني من المديرين، فيعملون على وضع معايير معقولة، ويثق بالموظفين.
ويوضح: “هذا يعني أن يلتزم المدير بالبقاء في المنزل ولا يتابع العمل عن بعد أثناء مرضه، حينها سيعرف الفريق أنه من المقبول فعل الشيء نفسه حين يصابون بالمرض. ومن المهم أيضاً تجنب الاتصال بالموظفين في المنزل أثناء مرضهم ما لم تكن هناك حاجة ماسة لذلك”.
وبالتالي، يرى مارسن أن الأمر يتوقف على المدير وما إذا كان سيخلق بيئة مواتية لتغيب الموظفين أم لا، لكن أفضل شيء هو أن يكون المدير نفسه قدوة للآخرين.