راصد جوي يوضح حقيقة العاصفة القادمة

راصد جوي يوضح حقيقة العاصفة القادمة

Rayan
2019-10-26T01:06:54+03:00
Gaza Timeأخبار فلسطيندوريات
Rayan25 أكتوبر 2019

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين العديد من المصطلحات، منها الوحش المداري – فيضانات عارمة – وضع خطير – عاصفة غير مسبوقة – إلخ)، بشأن المنخفضات الجوية.

ويقول الراصد الجوي محمد النخال في حديثه لموقع “غزة تايم”: لا تكاد تمر سوى بضعة أيام، حتى تعاد الكرة وتنتشر إشاعة جديدة فيصدقها الناس وتبدأ في التداول بكثافة إلى أن تحين ساعة الحقيقة، فيقف الجميع حائرين مذهولين بعيد استيقاظهم نتيجة صفعة قوية على “قفاهم” تخبرهم أنهم قد لدغوا من جحورهم مرة ثانية، بل مرات ومرات ويستمروا بالدوران في فلك هذه الحلقة المفرغة.

هناك نقطة يجب على الجميع الانتباه إليها، وهي أن الأرصاد الجوية علم قائم على الاحتمال لا القطع، فمراكز الطقس العالمية عبر أقمارها الصناعية ترصد باستمرار العناصر الجوية السائدة في منطقة ما ودرجة تغيرها كماً وكيفاً، ثم تصدر الخرائط الجوية المختلفة بناء على هذه المعطيات.

وبما أن العناصر الجوية في تغير مستمر، فإن هذه المراكز تقوم بإصدار تحديثاتها بصفة دورية، ففي كل 6 ساعات يصدر تحديث جديد يحمل توقعات مختلفة بناء على التغيرات التي طرأت على عناصر الطقس خلال الساعات الأخيرة، وهذا التحديث الجديد بدوره يلغي التوقعات السابقة له كون الفترة أصبحت أقرب للحالة الجوية المنتظرة، فكلما اقتربت الفترة أصبحت التوقعات أكثر دقة.

في بعض الأحيان تضع النماذج تصوراً حول حالة جوية منتظرة، ثم ما تلبث أن تلغيها أو تضعفها في التحديث اللاحق أو الذي يليه، وهذا كله يعتمد على التغيرات المستمرة في عناصر الطقس المرصودة من ضغط ورطوبة وغيرها في مختلف طبقات الجو.

المشكلة هنا تكمن في بعض المراهقين فكرياً ممن ينتظرون خبراً مميزاً لينشروه دون تحقق محرزين سبقاً صحفياً ونصراً معنوياً بالنسبة لهم دون اعتبار لأي مصداقية أو لتوابع ما ينشروه، إضافة لعشاق الشهرة واللايكات المتمثلين في أصحاب بعض الصفحات الهاوية ممن يحللون الخرائط حسب أهوائهم الشخصية.

هذه الفئة تتصيد دوماً الحالات الجوية من خلال الخرائط فبمجرد أن يلمحوا أحد النماذج يشير في أحد تحديثاته إلى حالة مميزة أو درجات حرارة متدنية في الفترة البعيدة، سرعان ما يسارعوا إلى نشر تلك التوقعات بل وتضخيمها، ويتركوا كافة التوقعات الأخرى التي تتبع هذا التحديث، أي أنهم يأخذوا من النماذج ما يعجبهم ويتمسكوا به مهما تغيرت التوقعات فيما بعد.

ما حدث قبل يومين – وتحديداً مساء الأربعاء – هو أن بعض النماذج رسمت في خرائطها الصادرة آنذاك إمكانية تأثرنا باضطراب جوي قوي، مشيرة في خرائط الهطول إلى تركز الأمطار قبالة سواحل القطاع وبكميات كبيرة.

مع أن هذا التوقع القوي ظهر على النماذج لمرة واحدة فقط قبل أن تتراجع معظم النماذج صباح اليوم التالي وتعود لتوقع حالة ماطرة اعتيادية، إلا أن العديد من الصفحات استمرت في نشر هذا التوقع القديم “كونه جميل ومميز” بالنسبة لهم، وتجاهلت كافة التحديثات الجديدة الواقعية التي يفترض أنها – بمجرد صدورها – نسفت ذلك التحديث القديم، وما زالت بعض الصفحات تتناقل هذه الأكاذيب حتى هذه اللحظة مثيرة حالة كبيرة من البلبلة في الشارع الفلسطيني، والسبب واضح للجميع كما أسلفنا.

من ناحية أخرى، لا يجوز الربط بين الفيضانات التي حدثت في بعض المدن المصرية وبين ما سنتأثر به لاحقاً، فهناك نظام جوي، وهذا النظام يختلف بمرور الوقت، فالمنخفض الجوي كالكائن الحي يمر بعدة أطوار بدءاً بتكونه وولادته ثم تعمقه وضعفه تدريجياً إلى أن يتلاشى في النهاية، وأثناء حركته من منطقة لأخرى قد يتعمق أكثر أو يضمحل تأثيره وربما يختفي تماماً، وما يؤثر على بلد معين ليس بالضرورة أن يؤثر على بلد مجاور بنفس القوة، بل قد لا يؤثر من الأساس.

خلاصة القول: لا صحة للأنباء المتداولة على مواقع التواصل حول وجود أمطار طوفانية وكوارث وفيضانات ورياح مدمرة وغيرها، وكل ما في الأمر هو وجود حالة ماطرة يتركز جل تأثيرها جنوباً (مناطق النقب وسيناء وسواحل شمال شرق مصر وجنوب القطاع)، وقد يمتد تأثير هذه الحالة نهار الغد إلى بعض المناطق الفلسطينية الأخرى على شكل زخات رعدية قد تغزر في بعض اللحظات.

بقلم: الراصد الجوي محمد النخال

رابط مختصر
Rayan

صحافية فلسطينية من غزة، أعمل حالياً مدير التحرير لدى غزة تايم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.