العزف في وجه الحصار.. مخيمات موسيقية لأطفال غزة

العزف في وجه الحصار.. مخيمات موسيقية لأطفال غزة

Rayan
2019-07-26T11:27:57+03:00
إسرائيلياتمجتمع غزة
Rayan26 يوليو 2019

غزة تايم – تستطيع جان كريّم (14 عاما) أن تقضي وقتا ممتعا مع الموسيقى والعزف على الغيتار في إجازتها هذا العام، بعيدا عن الهموم التي تلاحق مدينتها هذا الصيف وأصوات الراديو التي تنقل أخبار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وتحصي أسماء الشهداء والجرحى.


تشترك جان مع الكثير من الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة الذين انضموا للمخيمات الصيفية الموسيقية هذا العام، وتقول “نحن في مدينة يظن العالم أنها لا تعرف سوى الدمار والخراب، أنا أقوم بالعزف على الغيتار في المخيم الصيفي، وأحب أيضا الآلات الشرقية”.

وتتمنى أن يتم نشر ثقافة الموسيقى في المدارس الحكومية، التي تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، لأنها تشعر بأنها تنعكس على سلوكها وسلوك زميلاتها بالإيجاب، وتتمنى أن يحظى بقية أطفال غزة بفرصة العزف. وتوافقها الرأي زميلتها يارا مصلح (13 عاما)، التي تشارك جان كريّم العزف على الغيتار.

تقول يارا “لم أتوقع يوما أن أدخل المجال الموسيقي وأعزف على الغيتار، وأود أن أعزف ولا أنظر خلفي، أريد أن يسمع لحني كل أطفال غزة، وأتمنى لو أن جميع الأطفال في غزة يستطيعون دخول مجال الموسيقى، بدل سماع أخبار الدمار والموت”.

تنشط المخيمات الصيفية الموسيقية في غزة هذا العام على غير العادة؛ ففي معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى فرع غزة أقيم هذا المخيم الموسيقي المخصص للأطفال مجانا؛ سعيا لتأسيس جيل غزّيّ يحب الموسيقى، ويمنحهم فرصة اكتشاف مواهبهم الفنية والموسيقية، إلى جانب معاهد ومراكز ثقافية أخرى أقامت مخيمات موسيقية، واستقطبت عددا من أطفال القطاع.

يقول مدير معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في غزة إسماعيل داود “إن المعهد انطلق في إقامة المخيمات الصيفية للأطفال منذ عام 2017، ضمن دعم من الممثلية النرويجية على مدار ثلاثة أعوام، وتستقطب المخيمات الأطفال بين 6 و14 عاما، ومخيمات أخرى تستقطب فئات فوق 14 عاما، وهي فنون مكملة مع الموسيقى، مثل العزف على العود والغيتار والناي والبيانو وآلات الإيقاع”.

ويوضح داود أن المخيم يتكون من أربعة برامج: الأول مخيم صيفي نهاري موسيقي إلى جانب فنون الدبكة والرسم والسينما والمسرح. والثاني “أنامل”، وهو للعزف والتعرف على الآلات الموسيقية والعزف ضمن فريق. والثالث “نتاتيف”، ويخصص للأطفال الذين لا يعرفون ميولهم الموسيقية، وهو مبني على اكتشاف المواهب في العزف. والرابع هو المخيم المسائي لمن فوق 14 عاما.

شارك في المخيم الصيفي الموسيقي داخل المعهد هذا العام 110 أطفال، وخمسون آخرون فوق سن 14 عاما، ويقول داود “نريد نشر ثقافة الموسيقى في كل بيت فلسطيني”.

تقول مدربة العزف على الكمان والبيانو في المعهد إلينا رضوان “لاحظت أن الأطفال يملكون طاقة كبيرة في الاستيعاب الموسيقي، لكن للأسف لا توجد حصص موسيقية بالمدارس في غزة، الطفل يتم اكتشاف موهبته بين عمر ستة وعشرة أعوام، وهو أفضل سن لذلك، لو تمت رعايته ستكبر الموهبة معه ويحترفها مع تقدمه في السن”.


كما تلاحظ إلينا ميول الأطفال إلى الموسيقى بشكل كبير كوسيلة تفريغ، لكنها تحاول تعليمهم أن الموسيقى فن يحتاج لدراسة مثل الدروس التعليمية في المدارس، وليس مجرد ترفيه.


أما مركز غزة للفنون والثقافة، فأطلق بعد عيد الفطر مخيمه الموسيقي الأول، كما يشير القائم على الأعمال الموسيقية فيه أحمد حامد، الذي لاحظ الإقبال المتزايد من الأطفال الذين يرغبون في تعلم العزف على الآلات الموسيقية من محافظات غزة وشمال قطاع غزة.


ولاحظ حامد “تغير سلوك الكثير من الأطفال داخل المركز، الذي يضم في مخيمه 45 طفلا، فبعض الأطفال في بداية المخيم كانوا غير منضبطين سلوكيا، ووجدوا في تعلم العزف مساحة كبيرة للتفريغ”.


ويضيف “عندما أنظر للأطفال أجد فيهم روح التحدي، إنه إنجاز كبير في فترة أقل من شهر أن يتقنوا معزوفات صعبة”.


أحد الأطفال المشاركين في المخيم بمركز غزة، يدعى أحمد جرادة (عشرة أعوام)، استطاع إتقان معزوفة موسيقية بعد أسبوع واحد على العود، ويقول جرادة “الموسيقى صوتها جميل، أريد أن أستمر في العزف على العود، وسأقوم بجمع مصروفي بالكامل حتى أشتري عودا، كنت أظن أن الموسيقى شيء سيئ، لكنني شعرت بالسعادة وأنا أعزف”.


المصدر: الجزيرة

https://gazatime.com/7985/%d8%aa%d8%b3%d8%b9%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a9%d9%8c-%d9%85%d9%86-%d8%ba%d8%b2%d8%a9-%d8%aa%d9%87%d9%88%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d8%b2-%d9%88%d8%aa%d8%a8%d9%88%d8%ad%d9%8f-%d8%a8%d9%80/
كلمات دليلية
رابط مختصر
Rayan

صحافية فلسطينية من غزة، أعمل حالياً مدير التحرير لدى غزة تايم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.