في غزة: “صالات الأفراح” تُطفئ أنوارها

في غزة: “صالات الأفراح” تُطفئ أنوارها

Rayan
2019-07-08T00:42:01+03:00
إسرائيلياتمجتمع غزة
Rayan8 يوليو 2019

غزة تايم – في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية الصعبة بين سكان قطاع غزة منذ أكثر من عقد، ألقت الأزمة المالية بظلالها على كافة مناحي الحياة، بما فيها صالات الأفراح العاملة في جميع محافظات القطاع، مسجلةً تراجعاً واضحاً من قبل المواطنين عليها خلال صيف هذا العام 2019.

صالات الأفراح اشتكت في الآونة الأخيرة من ضعف إقبال المواطنين على حجز قاعات الصالات للعِرسان، وذلك وسط تسجيل مؤشرات للإحصاء المركزي الفلسطيني ارتفاعاً ملحوظاً لمعدلات نسب العنوسة بين أوساط الشباب في قطاع غزة في السنوات الأُخر، ويرجع ذلك لعدة أسباب، أبرزها ندرة فرص العمل.

وكان رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في قطاع غزة حسن الجوجو، قد أكد في مؤتمر صحفي سابق، أن العام الماضي 2018، بلغت نسبة تراجع حالات الزواج في قطاع غزة مقارنة بعام 2017، لـ1975 حالة ازواج، وهذا مؤشر واضح على تتراجع إقبال الشباب الغزيين على الزواج.

تراجع إقبال المواطنين

وقال فريد علوان صاحب أحد صالات الأفراح في قطاع غزة :” إنّ نسبة إقبال المواطنين على حجز قاعة الصالة لإتمام فرحة العروسين تراجعت في موسم الصيف لعام 2019م”.

وأضاف علوان، بأن حركة إقبال المواطنين على حجز قاعة الصالة هذا العام وخاصة في موسم الصيف انخفضت بشكل ملحوظ، مقارنة مع الأعوام الماضية في حجز القاعة للعِرسان”.

وأوضح، بأن سبب قلة حجز قاعات الصالات في الفترة الحالية يعود إلى الخصومات التي طرأت مؤخراً على رواتب الموظفين، وقلة فرص العمل وتفشي البطالة بنسب عالية بين أوساط الشباب الغزيين، مما أدى إلى عزوف الكثير منهم الإقبال على الزواج لعدم القدرة على تحمل أعباء تكاليف الحياة الزوجية.

وبينّ صاحب الصالة علوان، بأن نسبة تراجع حجز الصالة مقارنة بالأعوام السابقة وصلت لـ 70%، موضحاً بأنه تم حجز القاعة حتى الآن لـ70 عريس، بيدَّ أن الأعوام السابقة كانت تصل لأكثر من 100عريس.

وعن أسعار حجز الصالة، ذكر علوان، بأن سعر الحجز في الليلة الواحدة كان يصل لـ700 دولار، وتم إجراء تخفيض من قبل إدارة الصالة ليصل السعر لـ500 دولار، مشيراً إلى أن إجراء التخفيض جاء تقديراً للوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه أهالي القطاع وتشجيعاً على حجز القاعة.

أما عن الأموال التي يُجنيها صاحب الصالة في ظل تراجع الإقبال عليها، أكد بأن انخفاض حجز القاعة أثر بشكل واضح على سَداد كافة التكاليف التشغيلية للصالة، موضحاً بأن التكاليف موزعة على أجور12 عامل ودفع فواتير كهرباء ونظافة وغيره.

وطالب صاحب صالة الأفراح بإتاحة الفرصة الكاملة من قبل الحكومة في توفير إقراض حَسن للشباب المقبلين على الزواج في غزة وتوفير فرص عمل، وإنهاء الحصار “الإسرائيلي” المفروض على القطاع باعتباره العائق الأساسي في تردي الأوضاع الاقتصادي.

ضعف الموسم

ووافقه الرأي خالد الطيب مدير صالة أفراح في شمال القطاع، الذي أكد بأنه سجل هذا العام تراجعاً ملموساً على إقبال المواطنين المقبلين على الزواج بحجز قاعة الصالة في موسم الصيف.

وأوضح الطيب، بأن نسبة حجز الصالة هذا الموسم انخفضت مقارنة بالمواسم السابقة، مشيراً إلى أنه يتم حجز القاعة لـ20 يوم في الشهر هذا العام، وقد يصل الرقم لأقل من ذلك في أشهر أخرى.

وعزا صاحب الصالة أن نسبة التراجع في حجز القاعة تكمن في عدة أسباب، أبرزها تردي الأوضاع الاقتصادية الصعبة بين أوساط الأهالي في القطاع، وقلة توفير فرص العمل للشباب، والخصومات المالية على رواتب موظفي السلطة وحكومة غزة بنسبة 50 % من قيمة الراتب الشهري.

وقال الطيب، :” إن تردي الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي طالت كافة المؤسسات العاملة في القطاع، أثرت الأزمة المالية على الأهالي في تحمل تكاليف الزواج، وبالتالي رفعت من نسبة العنوسة الشبابية، ما أدى إلى ضعف الإقبال على صلات الأفراح”.

وأشار إلى أنه يؤجر قاعة الصالة في الليلة الوحدة بـ500 دولار، بعد أن كان يؤجرها في الأعوام السابقة بمبلغ يصل من 700 إلى 900 دولار، موضحاً بأن انخفاض أسعار الحجز دليل واضح على ضعف إقبال الأهالي على صالات الأفراح.

وعن الأرباح المالية الشهرية للصالة، استطرد بالقول،:” بأن نسبة الربح انخفضت نتيجة ضعف اقبال المواطنين، مقارنة بالتكاليف التشغيلية للصالة من دفع أجور عمال وفواتير كهرباء وماء وضريبة مضافة وغيره.

غير قادرين على الحياة

وفي السياق ذاته، قال المواطن شعبان خليل (53 عاماً)، :”إن الوضع الاقتصادي المتردي للأسر في القطاع، أثرت بشكل كبير على توفير تكاليف الزواج لأبنائهم، ما أدى إلى ارتفاع نسب العوانس بين الشباب الغزيين.

وأضاف خليل، بأن لديه شابين اثنين من أسرة مكونة من 9 أفراد، حاصلين على شهادة البكالوريوس الجامعية، ورغم ذلك هم عاطلين عن العمل، ما جعلهم غير قادرين على توفير كافة تكاليف ومستلزمات الزواج وفتح بيت أسرة جديدة، موضحاً بأن الابن البكر يبلغ من العمر 30 عاماً، والآخر 27 عاماً.

وبين الرجل الخمسيني بأن راتبه الشهري الذي يتقاضاه بعد خصومات الحكومة على قيمة الراتب الأصلي لـ50 %، بات لا يكفي لتغطية كافة مستلزمات البيت وسداد الدّين المتراكم عليه، متسائلاً :” الراتب لا يكفي لتغطية أمور البيت، فكيف بي أن أوفر تكاليف أعباء الزواج لأبنائي؟”.

وناشد المواطن خليل في حديثه، المؤسسات الدولية والجهات المعنية بالضغط على الاحتلال في إنهاء الحصار على القطاع لما ترتب عليه من كوارث إنسانية على زهاء مليوني مواطن، وإعادة الأمور كما كانت في السابق وفتح جميع المجالات لتشغيل الشباب العاطلين عن العمل.

عزوف الشباب عن الزواج

أما عن عزوف الشباب في غزة عن الزواج، تحدث الشاب عبد الرحمن أبو حسين عن وضعه المالي المتردي داخل البيت بفعل قلة فرص العمل، الأمر الذي ادى إلى عزوفه عن إكمال نصف دينه بالزواج بشريك حياته.

وذكر الأعزب أبو حسين البالغ من العمر (30 عاماً)، بأنه غير قادر على توفير تكاليف الزواج وأعباء تحمل أسرة جديدة، موضحاً بأنه يعمل بشكل غير دوري في الباطون وحارس للبيوت الناشئة وغيره ويساعد أباه في تغطية مصروف دخل عائلته المكونة من 8 أفراد.

وأشار إلى أنه أنهى دراسته الأكاديمية الجامعية بنظام بكالوريوس أربع أعوام، ولم يحصل على وظيفة رسمية حتى الآن براتب شهري منتظم تأهله للزواج.

ومع ظنك الحياة الصعبة على الشباب الغزيين، قال أبو حسين، :” بانه أصبح يفكر في الهجرة من القطاع، إلى دول أوروبا مهما كلف ذلك من تحديات أثناء رحلة السفر”، ظاناَ منه في الحصول على فرصة عمل لتوفير قوت يومه.

وكان الاحتلال “الإسرائيلي”، قد فرض حصاراً خانق على سكان قطاع غزة زهاء مليوني مواطن منذُ أكثر من عقد، ما أدى إلى تردي الاقتصادية بين كافة المؤسسات العاملة في القطاع وتدني فرص العمل بنسبة بلغت 65% بين أوساط الشباب.

المصدر: فلسطين اليوم

https://gazatime.com/7589/%d9%85%d9%86-%d8%b4%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d8%b1-%d8%b3%d8%ac%d9%88%d9%86-%d8%ba%d8%b2%d8%a9-%d8%aa%d8%b6%d9%85-%d9%86%d8%b3%d8%a7%d8%a1-%d8%ba%d8%a7%d8%b1%d9%85%d8%a7%d8%aa/
كلمات دليلية
رابط مختصر
Rayan

صحافية فلسطينية من غزة، أعمل حالياً مدير التحرير لدى غزة تايم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.