غزة تايم – كشفت صحيفة “العربي الجديد” اللندنية، اليوم الخميس 29 أغسطس 2019، أن حركة حماس ردّت على تحذير مصري من التصعيد في قطاع غزة، برسالةٍ شديدة اللهجة، مفادها بأن أي إجراء من جانب الاحتلال الإسرائيلي يمثل اعتداءً على أهالي القطاع لن يتم التعامل معه إلا بالقوة، وربما بردٍّ أشد قسوة.
وبحسب المصادر التي لم تشر إلى هويتها الصحيفة فإن وفد الحركة أبلغ الجانب المصري أن “اتفاق التهدئة مكتوبٌ بالدماء، وحماس مستعدة للدخول في أي مواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي في هذه الآونة، وهي لن تكون بمفردها، وعلى حكومة الاحتلال أن تتحمّل تبعات ما سيحدث جرّاء تعنتها المتواصل ضد القطاع وشعبه، وتملّصها من الاتفاقات التي ترعاها القاهرة”.
ووفقاً للمصادر فإن وفد الحركة أبلغ الجانب المصري أن القاهرة أكبر من أن تنقل تهديدَ طرفٍ ما، وأن الحركة تتعامل معها من منطلق المصالح المشتركة والمصير المشترك، وليس من منطلق الوسيط فحسب.
وأضافت: حماس التزمت بما اتفقت عليه في وساطة مصر ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق عملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف بشأن المسيرات على السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة، وكذلك تمّ الالتزام بتفاهمات ذات علاقة بملف البالونات الحارقة، فيما رد الاحتلال في المقابل بإجراءات أقل ما توصف بأنها استفزازية وتمثل انقلاباً على الاتفاق، وفي مقدمها قرار خفض نسبة الوقود الداخل للقطاع، الذي من شأنه أن يؤدي إلى تدهور يطاول كافة الخدمات”.
وفي الوقت الذي أكدت فيه المصادر أن الزيارة التي يقوم بها وفد الحركة بناءً على مطلب مصري معدة سلفاً قبل تصاعد وتيرة الأحداث أخيراً، أوضحت مصادر مصرية على صلة بالمشاورات التي تجرى في القاهرة، أن الزيارة تجرى بالفعل بناء على طلب من المسؤولين في جهاز المخابرات العامة، لكنها طارئة، ومحاولة من جانب القاهرة للسيطرة على الأوضاع.
وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين في مصر غير راضين عن مجموعة من الاتصالات التي أجرتها الحركة أخيراً، والتي من شأنها أن تشعل الوضع بالكامل في المنطقة، على حد وصف المصادر، وذلك في إشارة إلى اتصالات مع طهران وحزب الله اللبناني بشأن تصعيد مشترك مع “إسرائيل”.
وأضافت المصادر أن حماس تظن أنها في التوقيت الراهن في موقف قوة عبْر فتح جبهات متعددة يصعب على إسرائيل التعامل معها، أو أنها ستسبب في حرجٍ للحكومة الإسرائيلية”، مستدركاً بالقول إنه “ربما يكون ذلك صحيحاً حالياً، لكن المفاوضات السياسية تحتاج النفس الطويل، وتلك اللحظة ستمر، وربما تجد حماس نفسها بعد ذلك في موقف لا تُحسد عليه”، مشدداً على أن الحركة “أذكى من أن تخسر القاهرة مجدداً”.
وكان وفد من “حماس” برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة والمشرف على مكتبها بالقاهرة، روحي مشتهى، قد وصل إلى العاصمة المصرية الإثنين الماضي لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين.