غزة تايم – لم تسعف مواسم الأعياد التاجر الفلسطيني رمضان الطباطيبي، في تصريف بضائعه التي كدسها في محله وسط شارع عمر المختار التجاري، وسط مدينة غزة، والذي يكتظ عادة بالمتسوقين.
تخيم تداعيات الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وعدم انتظام الرواتب، وكذلك عدم صرف مستحقات الأسر الفقيرة، على حركة الأسواق إلى حد كبير، ما أثر سلباً على دوران عجلة البيع والشراء، حتى في المواسم التي يعتمد عليها التجار والباعة المتجولون في تصريف بضائعهم.
البضائع المصفوفة على جنبات الشوارع الرئيسية، وأمام المحال التجارية الكبيرة لم تجذب أنظار المارة، أصحاب الجيوب الفارغة، على الرغم من عروض الأسعار، والتخفيضات الكبيرة التي طاولت كل أصناف الملابس والمستلزمات المنزلية والهدايا وغيرها.
يقول الأربعيني الطباطيبي، إنه على الرغم من خفض نسبة البضائع، وخفض نسبة الأسعار وهامش الربح، إلا أن المواسم هذا العام كانت ضعيفة، ولم تمكنه من تصريفها، ما أثر سلباً على دخل المحل، والذي يعيل أكثر من عائلة.
ويضيف: “في العادة، يكون موسم عيد الفطر جيداً مقارنة بعيد الأضحى، إلا أنه في هذا العام يعتبر من أسوأ المواسم”، مضيفاً: “كذلك نحن على أعتاب موسم المدارس، ولكن من الواضح أنه ضعيف جداً، إذ يبدأ عادة قبل أسبوعين من موعد المدارس، والتي لا يفصلنا عنها سوى أسبوع واحد، من دون أي حركة”.
أما يوسف حسان، تاجر ملابس الأطفال والشباب الجاهزة، فيقول، إنّ المواطن يستغل ملابس عيد الفطر في عيد الأضحى، كذلك تقوم نسبة كبيرة من المواطنين باستغلال ما يتناسب من ملابس الأعياد واستخدامها في الزي المدرسي، ما يقلل من نسبة عمليات البيع والشراء، ويعزو سبب ذلك إلى الحالة الاقتصادية العامة، وعدم انتظام دفع الرواتب أو المستحقات.
ويشير حسان إلى أنّ إقبال الناس على الشراء يقدر بنحو الرُبع، على الرغم من انخفاض الأسعار مقارنة بمواسم السنوات السابقة، وغرق السوق بكميات كبيرة من الأصناف والبضائع المكدسة.
ويقول إن المحل يستورد بضائعه من الصين، استعدادا للمواسم أملاً في تحسن الأسواق، وتعويض الخسائر “لكننا في كل مرة نُصدم بأن الحركة الشرائية في تدهور مستمر”.
وشهد العام الماضي ارتفاعاً غير مسبوق في عدد المعطّلين من العمل في غزة، حسب بيانات جهاز الإحصاء، إذ بلغ نحو 54.9 في المائة، وهي النسبة الأعلى عالمياً، ليتجاوز عدد العاطلين 280 ألف شخص.
وتجاوزت نسبة البطالة 73 في المائة بين الشباب والخريجين في الفئة العمرية من 20 إلى 29 سنة، الحاصلين على مؤهل دبلوم متوسط أو بكالوريوس.
ويقول البائع خميس الطباطيبي، إن مواسم الأعياد والمدارس باتت تمُر وكأنها أيام عادية، لا يميزها شيء بسبب عدد من المؤثرات التي طاولت جيوب المواطنين، إذ يعاني معظمهم من عدم انتظام الرواتب، إلى جانب القروض التي تبتلع ما يمكن أن يتبقى منها.
ويعتمد أكثر من 80 في المائة من سكان القطاع على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المؤسسات الدولية العاملة فيه، في الوقت الذي لا يزيد متوسط دخل الفرد اليومي عن دولارين أميركيين، إلى جانب وصول نسبة انعدام الأمن الغذائي إلى نحو 69 في المائة، وفق البيانات الرسمية.
ويقول صهيب العالول، الذي يبيع الأكسسوارات على عربة متحركة إن “البضائع التي نبيعها لا تتعدى الشواكل (الدولار 3.52 شواكل)، إلا أنها ترجع إلى المخازن دون تصريف”.
ويضيف العالول أن “المواسم باتت لا تعني للباعة، إلا أنها زحمة ناس فقط، يأتون لزيارة الأسواق، والاطلاع على البضائع، البضائع أضحت للعرض وتزيين الرفوف والعربات فقط”.