غزة تايم – يتحلق نحو 25 طالبة من الصغار والكبار حول معلمتهم إيمان أبو صبحة التي تجتهد في تحفيظهم القرآن الكريم وتعليمهم تلاوته يوميًا في أحد مساجد مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي قطاع غزة.
وتقصد الطالبات طيلة أيام العطلة الصيفية مسجد خالد بن الوليد في المخيم، للتعلم من أبو صبحة (33 عامًا)، كما يساعدنها في الوصول إلى المسجد على كرسيها المُتحرك.
وتُعاني إيمان من إعاقة حركية، بسبب ضمور في العضلات منذ طفولتها، لكنها تجاوزت بكرسيها المتحرك صعوبات عديدة، وضربت نموذجًا فريدًا في تحدي الإعاقة.
وتجلس المُعلمة على كرسيها المتحرك في المسجد، وحولها طالباتها اللاتي تحمل كل واحدة منهن مصحفًا في يدها، ويرددنّ بصوتٍ عالٍ وراءها آيات من القرآن الكريم حاضرًا.
وبعد ترديد الآيات أكثر من مرة، تبدأ المُعلمة بالتسميع لكل واحدة منهن الآيات التي حفظتها، حتى تتمكن جميعهن من تلاوته بشكلٍ مُتقن.
حال وجود الفصل الدراسي لإيمان في الطابق الثالث من مدرستها دون إكمالها دراستها، لكنها صممت على أن تكون شيئًا نافعًا للمجتمع، فاتجهت نحو حفظ القرآن الكريم.
أتمت إيمان حفظ القرآن الكريم كاملًا عام 2009، وانطلقت عام 2010 لتعليمه وتحفيظه.
بات في سجل إيمان ثلاث طالبات حفظن القرآن الكريم كاملًا، وتأمل أن يتمكن عدد أخر هذا العام من تحقيق ذلك، ولاسيما أن من بين طالباتها الـ70 من اجتزن حفظ 20 جزءًا.
وتقول إيمان، إنها سعيدة للغاية بما تقوم به، وما أنجزته خلال سنوات عمرها، وستواصل تعليم القرآن.
وتضيف “أملك إرادة وعزيمة لكي أواصل تحفيظ القرآن، ولاسيما أن العدد يزداد لدي يوميًا، وخاصة من الأطفال ما بين سن الخامسة حتى السادسة عشر”.