غزة تايم – اجتمع عدد من أبناء عدة عائلات من محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، حول إناء فخاري كبير، يُعرف عند سكان محافظتي رفح وخان يونس “باللقان”.
وتشابكت أيادي الصغار والكبار في هذا الطبق التراثي، وهي تتناول اللقيمات راسمةً صورة جميلة تعبر عن روح المودة والمحبة.
القرصة أو “اللصيمة، اللبة” أكلة تراثية توارثها الأبناء عن الأجداد، وهي قرص كبير من عجين دقيق القمح يدفن في رماد ساخن، وبعد نضجه يقطع لقيمات صغيرة في الإناء الفخاري الكبير الذي يعرفونه “باللقان”.
ويلعب “العجر” وهو “البطيخ بحجمه الصغير قبل احمرار زهرته” دوراً محورياً فيها، إضافةً إلى الكوسا والباذنجان المشوي، والطماطم وخضار السلطات المعروفة ومقبلاتها، مضافاً إليهم زيت الزيتون.
وتتميز هذه الأكلة بمذاق عالٍ وفوائد صحية عديدة لاحتوائها على مجموعة من الخضار، رغم ثقلها على المعدة وكثرة دسمها.
يقول المواطن عادل زعرب أحد أعضاء مجلس العائلات الذي نظم الفعالية التراثية لـ “سبق24″، إن “القرصة” أكلة عرفها منذ الصغر حين كان والده يعدها للضيوف الزائرين، لافتًا إلى أنها تعد وجبة متكاملة تضم أنواعًا كثيرة من الخضار المشوي، يمكن إعدادها في وقت الظهيرة كغداء أو في سهرة ليلية تحت ضوء القمر كوجبة عشاء.
وتحضر القرصة من خلال قيام صانعوها بشواء العجر والباذنجان أو الكوسا، وذلك بإيقاد كرانيف النخيل وضلوع الصبر الجافة، وبعد أن تطفئ نيرانها الملتهبة وتبقى رمادا يدفن فيها العجين وتأخذ شكلا دائريا كبير الحجم وذلك بناءً على عدد الأشخاص الحاضرين، بحيث تبقى مدفونة ما يزيد عن عشرين دقيقة، ثم تخرج وتنظف من الرماد العالق بها وتقطع بأحجام صغيرة.
ويضيف زعرب: “يتم دق الثوم والبصل مع الفلفل الأخضر في “اللقان” الفخاري الكبير، وتقطع الطماطم والخيار، ويضاف إليها الخضار المشوية مع لقيمات القرصة”.
ويتابع: “تهرس الخضار جيداً باستخدام اليد مع سكب زيت الزيتون وعجنها فيه، وتزين بمخلالات الطرشي والخيار والليمون وحبات الزيتون المكبوس ورؤوس البصل المشهي”.
وتشتهر محافظتي خان يونس ورفح بإعداد ذلك الطبق المحبب للجميع باعتباره طبقاً تراثياً تربطه بماضي الأجداد، ويدفع صانعيه للعمل ضمن فريق واحد من أجل إنجازه، انطلاقاً من جمع الحطب وانتهاءً بتقطيعها.
