غزة تايم – أصيب الطفل الفلسطيني عمر خلف الله (4 أعوام) من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بمرض نادر وغريب، يسمى “الشيخوخة المبكرة”، أو ما يعرف بالطفل العجوز، والذي يظهره كأنه كهل كبير السن.
يعتقد والده أن هذا المرض جاء نتيجة لاستنشاق زوجته غازات ناجمة عن صواريخ أطلقها جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال عام 2014 في منطقة بطن السمين الواقعة غربي محافظة خانيونس.
وبينما يسرد الوالد تداعيات المرض جلس أشقاء الطفل عمر، محمد وتقى يداعبانه ويتبادلان الحب واللهو معه في محاولة منهما لدمجه على الرغم من أنه لا يعي بما يدور حوله.
يقول والده رائد خلف الله (42 عاماً)، إن ابنه عمر يعاني من إعاقة مركبة، ومن مرض نادر على مستوى العالم يطلق عليه اسم الطفل العجوز أو الشيخوخة المبكرة، لافتا إلى أن الأطباء اخبروه بأن حالة نجله هي الأغرب.
ويبدو الطفل ابن الرابعة وكأنه في الستين من عمره حيث تنكمش بشرته ويفقد شعره. ووفق تعريفات هذا المرض تشير المعلومات إلى أنه اضطراب وراثي نادر جدًا، إذ تظهر على الإنسان أعراضٌ تشبه أعراض الشيخوخة ولكن في سن مبكرة جدًا.
ومن يولد بهذا الاضطراب يعيش عادةً إلى منتصف سن المراهقة، إلى أوائل العشرينيات.
ويعاني والد الطفل من مرض يسمى (بهجت) وهذا المرض يصنف بأنه ليس له علاج أو سبب، لا سيما وأنه يعيش على دواء “الكورتيزون” ويداوم على تناول العسل وبعض المكملات الغذائية وبالكاد يستطيع علاج نجله عمر.
ويضيف الوالد: “منذ الولادة تبين أن المولود جاء معوقا ومصابا بتشوهات في ولادة وصفها الأطباء بأنها الأغرب”. ويشير إلى أن عمر لديه عينان صغيرتان ووجه مثلث ويعاني من إعاقة عقلية وأخرى سمعية وبصرية لم يتمكن الأطباء من تشخيصها.
ويوضح أن طفله عمر “غريب”، غير أنه يحبه كأحد أهم أطفاله ويعامله مثل أشقائه الآخرين وأفضل، إذ يعيل 5 غيره وهم محمد 10 أعوام، تقى 6 سنوات، غنى عامان، رغد 15 عاماً، جنى 12 عاماً.
ويبين خلف الله أن عمر تعرض لمتابعة مستمرة في مستشقى المقاصد بالقدس المحتلة وذلك لمدة 4 أيام وفي نهاية الأمر فشلت محاولات تشخيص مرضه.
والإعاقة الحركية التي يعاني منها الطفل العجوز عمر أفقدته القدرة على النمو والأكل الطبيعي، ولا يستطيع أن يتحكم في جسده ويحتاج لرعاية مستمرة وتغذية، وهو ما يجده والده صعباً في ظل ظروفه القاسية والمريرة.
ويطالب الوالد بضرورة توفير العناية والرعاية الصحية المناسبة لطفله والعمل على تمكينه من توفير العلاج خارج غزة إن توفرت الظروف لذلك.
وهذا المرض النادر يصيب طفلاً من بين كل أربعة ملايين طفل حديث الولادة حول العالم، وهو ما يصعب على هؤلاء الأطفال العيش بحياة طبيعية.
ويشير الأطباء المتابعون لحالة الطفل، إلى أن الأبحاث لم تصل لعلاج أو أسباب هذه الإصابة النادرة، ولكن أهل الطفل هم من يقدمون الدعم له، إذ إنهم يظنون أنه سيعيش باقي حياته معهم، ولكن الدراسات التي تمت حتى الآن أثبتت أن هؤلاء الأطفال المصابين بالشيخوخة منذ ولادتهم لا يستطيعون العيش بعد سن الـ13 عاماً.
المصدر: العربي الجديد