غزة تايم – ما إن أعلن توقف الغارات الإسرائيلية التي شنّها الاحتلال على مدار يومين في قطاع غزة فجر الاثنين؛ حتى سارعت رولا مصلح في رفح جنوب القطاع لتفقد –ما كان يومًا- المركز التعليمي الذي تحول إلى ركام، قبل صدمتها مُجددًا باستشهاد معلّم المركز.
شعورٌ استثنائي بذكريات مركز فلسطين التعليمي-كما تقول رولا-دفعها في هذا التوقيت إلى الوصول إلى المكان لمعاينة ما فعلته الصواريخ الإسرائيلية بعمارة “زعرب” السكنية بطوابقها الستة التي أتى القصف على مدخلها وسط المدينة الفقيرة، حينها أعلن استشهاد ثلاثة مواطنين بينهم معلّمها علي عبد الجواد.
لكن الوصول إلى قاعات المركز الصغيرة لم يكن سهلاً؛ إذ كان يتعين عليها وعلى والدتها المرافقة القفز من فوق الحجارة المتناثرة في كل مكان، قبل أن تنهار باكية، إذ عثرت على مظروف ممزق قالت إنه كان يضم هدية من مدرس اللغة الإنجليزية عبد الجواد جهزه ليُهديها في يوم ميلادها.
وتقول الفتاة: “الهدية كانت كتابًا من أستاذي الشهيد، ولم يبقى من ذكرياته سوى الكتاب الذي لم أجده حتى اللحظة من تحت الركام.. “شوف شو صار، كل المكان تدمّر، قتلوا أستاذي.. الله ينتقم منهم ويحرق قلوبهم”.
وكان سكان قطاع غزة استيقظوا صباح الأحد، على دمار كبير خلّفته الغارات العنيفة التي تشنّها مقاتلات إسرائيلية منذ السبت، على مناطق متفرقة، من بينها عمارات سكنية ومحال تجارية.
لكن رولا، لم تكن سوى واحدةٍ من مئات من تعلموا دروس التقوية على يد المدرس الشهيد، فيما سارع العشرات منهم لذكر مناقبه والترحم عليه على صفحات التواصل الاجتماعي.
وكان المركز التعليمي الذي تأسس قبل خمس سنوات، أعلن في نهاية فبراير الماضي عن حاجته إلى معلمين للغة الإنجليزية، لكن إدارة المركز قد “تُجدد” إعلانها بعد ارتقاء معلمها المحبوب.
يُشار إلى أن معلم اللغة الإنجليزية يعمل أيضًا في مدرسة بئر السبع الثانوية من مديرية رفح.
المصدر: وكالة صفا