“يديعوت” تتحدث عن موعد الحرب المقبلة مع قطاع غزة

Ahmed Ali6 مايو 2019
“يديعوت” تتحدث عن موعد الحرب المقبلة مع قطاع غزة

غزة تايم – انشغلت الحلبة السياسيّة والحزبيّة والإعلاميّة بالدولة العبريّة في تبعات التصعيد العسكريّ الحاصِل في قطاع غزّة، وإمكانية تدحرجه إلى مواجهةٍ عسكريّةٍ واسعةٍ بين حماس والتنظيمات المُقاوِمة الأخرى وبين جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وبحسب الإحصائيات الرسميّة، التي نشرها الناطق العسكريّ في الجيش، فإنّ عدد الصواريخ التي أُطلِقت من غزّة باتجاه جنوب كيان الاحتلال وصل إلى أكثر من 300 صاروخ في يوم أمس السبت فقط.

ونقل المُحلّل العسكريّ في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة صباح اليوم الأحد، أليكس فيشمان، نقل عن مسؤولين أمنيين وعسكريين كبار في تل أبيب قولهم إنّه من المُتوقع أنْ تنتهي هذه الجولة من التصعيد، ولكنّه استدرك قائلاً، بحسب المصادر عينها، أنّ كيان الاحتلال سيقوم بشنّ حربٍ واسعةٍ على قطاع غزّة في الصيف القادِم لجباية الأثمان من كسر المقاومة لقوّة الردع الإسرائيليّة بشكلٍ كليٍّ، مُضيفًا أنّ الحرب قد تندلِع في شهر تموز (يوليو) أوْ في شهر آب (أغسطس)، على حدّ تعبيره، مُضيفًا أنّه من المُتوقّع جدًا أنْ يستمّر التصعيد الحاليّ ويصِل إلى مُستوياتٍ أعلى من التي وقعت وتقع في اليومين الأخيرين.

وأضاف المُحلّل فيشمان، نقلاً عن نفس المصادر، أضاف إنّ قائد حماس في غزّة، يحيى السنوار، ومن خلال تجربته الطويلة مع إسرائيل توصّل إلى قناعةٍ تامّةٍ بأنّ هذه الدولة المارِقة لا تفهم إلّا لغة القوّة، ونتيجةً لذلك، أضاف المُحلّل، فإنّ إسرائيل باتت رهينةً لتنظيم عسكريٍّ-إرهابيٍّ، الذي يقوم بأعمال عُنفٍ بشكل يوميٍّ، وبالتالي، فإنّه يتحتّم على صُنّاع القرار في تل أبيب أنْ يعملوا عسكريًا من أجل فكّ الأسر الذي تتواجد فيه الدولة العبريّة، واستخدام أكبر قوّةً عسكريّة وناريّة من أجل تحقيق هذا الهدف، كما أكّد نقلاً عن مصادره.

ووفقًا للمصادر الإسرائيليّة فإنّ كيان الاحتلال يتخوّف ويتوجّس من أنْ يؤدّي التصعيد الأخير إلى إلغاء مسابقة الأغنية الأوروبيّة، التي ستُقام هذا الشهر في تل أبيب، والتشويش على احتفالات ما يُسّمى بـ”استقلال إسرائيل”، الأمر الذي من شأنه أنْ يُلحِق أضرارًا بالغةً لسمعة الدولة العبريّة في العالم قاطبةً، كما أكّدت المصادر، التي أقّرت بشكلٍ صريحٍ بأنّ قوّة الردع الإسرائيليّة في مواجهة المقاومة في قطاع غزّة لم تتآكل، بل انتهت كليًّا.

في السياق نفسه، لفت مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) عاموس هارئيل، إلى القضيّة النفسانيّة وقال إنّ مئات ألآلاف من الإسرائيليين هربوا من أماكن سُكناهم بسبب القصف المُكثّف، مؤكّدًا على أنّ هذه الصورة تؤكّد المأساة التي يعيشها سُكّان المُستوطنات في الجنوب، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ المُقاومة الفلسطينيّة هي التي باتت تُحدِّد قواعد الاشتباك مع الاحتلال، بحيثُ فرضت على تل أبيب أنْ تُلغي التعليم في المدارس اليوم الأحد بالجنوب، وهذا بحدّ ذاته إنجازًا كبيرًا للمُقاومة.

علاوةً على ذلك، أشار إلى أنّ التصعيد الأخير حصل في الوقت الذي كان فيه يحيى السنوار وزياد النخالّة من حماس والجهاد الإسلاميّ يجتمعان في القاهرة مع ممثلي المخابرات المصريّة، الأمر الذي يؤكّد، بحسب رأيه، أنّ السنوار والنخالّة على استعدادٍ للخلاف مع مصر، من أجل الحصول على ما يُريدانه لسُكّان القطاع المُحاصرين، وتحديدًا عشية شهر رمضان المُبارَك، بحسب تعبيره.

إلى ذلك، قال الجنرال بيني غانتس رئيس حزب أزرق-أبيض، قال إنّ”ما يحصل في الساعات الأخيرة نتيجة طبيعيّة لأداء الحكومة الإسرائيليّة المتمثل بانعدام المسئولية الإستراتيجيّة، سواءً في المجال الأمنيّ أوْ العملياتيّ، أوْ من خلال إيجاد أدوات ضغط سياسية واقتصادية على حماس في غزة. وأضاف غانتس، وهو قائد الجيش الإسرائيليّ السابق، أنّ حماس قابلت السياسة الإسرائيليّة بمزيد من الابتزاز، وكان متوقعًا أنْ يبدأ يوم السبت برشقاتٍ صاروخيّةٍ، مما يجعل حكومة إسرائيل مطالبة باختيار مسارٍ استراتيجيٍّ واضحٍ وهجوميٍّ وغير قابل للابتزاز، ومُلزمة باستعادة الردع، وحينها يتّم العمل على ترتيبات بعيدة المدى دون مساوماتٍ أمنيّةٍ.

أمّا الجنرال احتياط موشيه يعلون وزير الأمن وقائد الجيش الأسبق، فقد قال إنّ السياسة الإسرائيليّة الحالية هي استجابة للابتزاز الذي تنتهجه حماس إزاءها منذ أنْ وافقت إسرائيل على إرسال 15 مليون دولار، ثم 20 مليون أخرى، وقبل الانتخابات الأخيرة 40 مليون دولار، حينها حصل الهدوء في غزة. وأضاف أنّ حماس تعاود سياسة الابتزاز قبيل مواعيد احتفالات ذكرى “الاستقلال” (!) ومهرجان اليورفيجن الغنائيّ، والحركة تعرِف كيف تستغِّل ذلك، ومن المتوقّع أنْ تطلب حماس ثمنًا أكبر.

المُعضلة التي تُعاني منها إسرائيل، بحسب المُحلّلين والخبراء في الكيان تكمن في ضعف الجيش البريّ،وبالتالي فإنّ المُطالبات بإعادة احتلال غزّة ما هي إلّا لطمأنة الرأي العّام الإسرائيليّ، أيْ أنّها مُعدّة للاستهلاك الداخليّ، إذْ أنّ كبار الجنرالات في الاحتلال يُقّرون بصعوبة القيام بعمليّةٍ عسكريّةٍ لاحتلال غزّة، لأنّ الجيش النظاميّ سيُواجِه مُقاومةً شرسةً تعتمِد أسلوب حرب العصابات، علمًا أنّ الهزيمة التي كانت من نصيب إسرائيل في حرب لبنان الثانيّة ما زالت عالقةً في أذهان الإسرائيليين، شعبًا وقيادةً.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.