قناة كتائب الشهيد عز الدين القسام تليجرام

كازم كازم31 أغسطس 2025
قناة كتائب الشهيد عز الدين القسام تليجرام

برزت منصة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة “حماس”، على تطبيق “تليجرام” كواحدة من أهم القنوات الإعلامية التي يعتمد عليها الفلسطينيون والمتابعون في المنطقة لمتابعة تطورات الحرب في غزة، ونقل رسائل الحركة الرسمية بشكل مباشر وسريع. ومع اتساع رقعة الحرب وازدياد كثافة العمليات العسكرية، باتت القناة الرسمية للقسام على “تليغرام” مصدرًا رئيسيًا للمعلومات، والبيانات الميدانية، والرسائل المرئية.

وسيلة رئيسية لنشر البيانات

منذ بداية التصعيد العسكري الأخير، اعتمدت كتائب القسام على “تليغرام” كمنصة لنشر بياناتها اليومية حول العمليات العسكرية التي تستهدف القوات الإسرائيلية داخل القطاع أو على الحدود. وتشمل هذه البيانات تفاصيل الهجمات الصاروخية، واستخدام الأسلحة المتطورة، وعمليات التسلل أو الكمائن. وتتميز القناة الرسمية بسرعة التحديثات، إذ تنشر في بعض الأيام أكثر من بيان واحد لتغطية المستجدات.

كما حرصت القسام على نشر مقاطع فيديو وصور توثّق عملياتها، وهو ما أكسب القناة متابعة واسعة من الجمهور الفلسطيني والعربي، إضافة إلى الإعلام الدولي الذي يقتبس في كثير من الأحيان هذه البيانات ضمن تقاريره.

أداة حرب نفسية وإعلامية

لا تقتصر وظيفة القناة على نقل الأخبار فحسب، بل تعد أيضًا أداة حرب نفسية، حيث تبث رسائل موجهة للداخل الإسرائيلي عبر مقاطع مصورة أو بيانات تتضمن اعترافات أسرى من الجنود، أو مشاهد للهجمات على المواقع العسكرية. هذه المواد غالبًا ما تثير جدلاً واسعًا في الإعلام العبري وتؤثر في معنويات الشارع الإسرائيلي.

في المقابل، تعتبر القناة أيضًا وسيلة لتعزيز صمود الفلسطينيين في ظل الظروف الإنسانية الصعبة، إذ تُبرز قدرة المقاتلين على مواجهة الجيش الإسرائيلي، وتُقدّم صورة مختلفة عما تبثه وسائل الإعلام الإسرائيلية والدولية.

انتشار واسع رغم القيود

ورغم محاولات متكررة من جهات إسرائيلية لإغلاق أو حجب القناة، إلا أن منصة “تليغرام” تتميز بمرونتها وصعوبة السيطرة على محتواها مقارنة بمنصات أخرى مثل “فيسبوك” أو “إكس”، ما ساهم في استمرار القناة وتزايد متابعيها.

وتشير تقديرات إلى أن عدد المشتركين في القناة الرسمية للقسام تجاوز مئات الآلاف، مع ارتفاع كبير في التفاعل وقت الأزمات الكبرى أو عند الإعلان عن عمليات نوعية. كما تنتشر نسخ موازية أو قنوات داعمة تعيد نشر البيانات نفسها لتجاوز محاولات الحجب.

أهمية المنصة في المشهد الإعلامي

يمثل حضور كتائب القسام على “تليغرام” جزءًا من معركة السردية الإعلامية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فبينما يسعى الإعلام الإسرائيلي إلى إبراز تفوق جيشه عسكريًا، تحاول القسام من خلال منصتها إظهار قدرتها على الصمود ومفاجأة خصمها بعمليات نوعية.

ويرى مراقبون أن استخدام “تليغرام” ساهم في خلق “إعلام بديل”، خصوصًا في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات داخل غزة خلال الحرب، حيث تمكنت القناة من الوصول إلى المتابعين محليًا ودوليًا رغم الحصار.

أصبحت قناة كتائب القسام على تليغرام إحدى أبرز أدوات الحرب الإعلامية الحديثة في المنطقة، إذ جمعت بين نشر الأخبار الميدانية، وبث المواد المرئية، والتأثير النفسي على الخصوم.

ومع استمرار الحرب وتزايد اعتماد الجماهير على التطبيقات الرقمية لمتابعة الأخبار، يبدو أن المنصة ستظل أداة مركزية في استراتيجية القسام الإعلامية، ومصدرًا مهمًا للمعلومات في معركة معقّدة تتجاوز الميدان العسكري لتصل إلى الفضاء الإعلامي الرقمي.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.