طفرة قياسية في صادرات الإسمنت المصري إلى الاحتلال عقب حرب غزة

كازم كازم16 أغسطس 2025
RAFAH, GAZA - JUNE 14: Palestinian workers adjust bags of cement loaded on a truck that entered the Rafah from Egypt on June 14, 2015, after Egyptian authorities reopened the Rafah crossing on the border with the Gaza Strip on June 13 for three days. (Photo by Ali Hassan/Anadolu Agency/Getty Images)
RAFAH, GAZA - JUNE 14: Palestinian workers adjust bags of cement loaded on a truck that entered the Rafah from Egypt on June 14, 2015, after Egyptian authorities reopened the Rafah crossing on the border with the Gaza Strip on June 13 for three days. (Photo by Ali Hassan/Anadolu Agency/Getty Images)

أظهرت بيانات رسمية مصرية وإسرائيلية طفرة غير مسبوقة في صادرات الإسمنت المصري إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد اندلاع الحرب على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبحسب الأرقام، ارتفعت الكميات المصدرة من 52.3 ألف طن عام 2022 إلى 2.4 مليون طن عام 2024، أي بزيادة تفوق 45 مرة، فيما ارتفعت قيمتها من 4.9 ملايين دولار إلى 142 مليون دولار، أي ما يعادل 29 ضعفًا.

وأظهرت الإحصاءات أن عام 2023 مثّل محطة انتقالية تضاعفت فيه الصادرات بنحو 3.8 مرات من حيث القيمة وأكثر من 5 مرات من حيث الكمية، قبل أن يشهد عام 2024 قفزة إضافية بلغت 8.5 مرات على مستوى الكمية و7.7 مرات على مستوى القيمة مقارنة بالعام السابق، ما يعكس طلبًا متواصلًا وليس شحنات طارئة عابرة.

كما بينت البيانات أن النصف الثاني من عام 2024 شهد واردات للاحتلال بقيمة 105.8 ملايين دولار، مقابل 36.3 مليون دولار فقط في النصف الأول، مع تسجيل تدفقات شهرية تجاوزت 50 مليون شيكل (13.5 مليون دولار) من يونيو/حزيران وحتى ديسمبر/كانون الأول، الذي مثّل ذروة الواردات بقيمة 24 مليون دولار.

وصعدت مكانة الاحتلال في قائمة وجهات الإسمنت المصري من المرتبة 35 عام 2022 إلى الرابعة خلال الأشهر العشرة الأولى من 2024، ليصبح من أكبر مستوردي الإسمنت المصري. وجاء ذلك بعد قرار تركيا في أبريل/نيسان 2024 تقييد تصدير مواد البناء، ثم إعلانها في مايو/أيار وقف كامل للتجارة مع الاحتلال حتى وقف إطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات إلى غزة، ما جعل مصر تملأ الفراغ سريعًا.

وكشفت البيانات عن مفارقة على صعيد الأسعار، إذ تراجع متوسط سعر طن الإسمنت المصري المصدّر للاحتلال من 93.6 دولارًا عام 2022 إلى 59.8 دولارًا عام 2024، أي بأقل من مستويات ما قبل الحرب، ما ساهم في الحد من ارتفاع الأسعار داخل السوق الإسرائيلي. في المقابل، ارتفع متوسط سعر كيس الإسمنت البورتلاندي العادي في السوق المصري المحلي بنسبة 25.3% ليصل في يناير/كانون الثاني 2025 إلى 140.2 جنيهًا (2.8 دولار) مقارنة بـ111.9 جنيهًا (2.2 دولار).

وتعد مصر أكبر منتج للإسمنت في أفريقيا والحادية عشرة عالميًا بطاقة إنتاجية تصل إلى 92 مليون طن سنويًا، بينما ساهم تشغيل مصنع العريش للإسمنت في بني سويف عام 2018 في رفع الفائض الإنتاجي، الأمر الذي دفع السلطات منذ 2021 إلى فرض تخفيضات على الإنتاج، فيما استمر التصدير في التوسع وصولًا إلى هذه الطفرة القياسية في مبيعات الإسمنت للاحتلال بعد حرب غزة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.