عدوان غزة يمزق الأسر ويبعد الأمهات عن أطفالهن ويفرق بين الأزواج
نقدم من غزة تايم في ظل التصعيد العسكري المستمر على قطاع غزة، لم يعد الضرر محصورًا فقط في الأرواح والمباني المدمرة. بل . أصبح التفكك الأسري وجهًا آخر من أوجه المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون. لذلك . شهدت الأيام الأخيرة تزايدًا في حالات الفقد والفصل بين أفراد العائلة الواحدة، خاصة بين الأمهات . وأطفالهن والأزواج. الأهم من ذلك كله . أن هذا التفكك الإنساني لا يظهر في نشرات الأخبار، رغم أنه جرح لا يقل . نزيفًا عن القصف والدمار.
الأمهات بين نيران الحرب وصرخات الفقد
علا صبّاح، أم لثلاثة أطفال، كانت تحتمي في أحد . مراكز الإيواء وسط مدينة غزة. خلال . دقائق معدودة، سقط صاروخ إسرائيلي قرب المركز، ففقدت ابنتها الصغيرة ذات الثلاثة أعوام. للتوضيح . عدوان غزة لم تكن هذه الحادثة استثنائية، بل مثال ذلك . يتكرر يوميًا في مختلف مناطق القطاع. الأم الفلسطينية تجد . نفسها ممزقة بين محاولة النجاة وحماية أطفالها من الموت المحقق.
- الأمهات يهربن من بيت لآخر يوميًا تحت نيران القصف.
- لا توجد ملاجئ آمنة أو ممرات إنسانية لفرار المدنيين.
- حالات كثيرة سجلت انفصال الأطفال عن أمهاتهم بسبب الفوضى.
- المؤسسات الحقوقية تتلقى يوميًا بلاغات عن أطفال مفقودين.
الحرب تفرّق الأزواج… والقلق يقتل الحب
في نفس السياق، تؤدي الحرب إلى تفرقة الأزواج قسرًا، فبعضهم يُجبر على . البقاء في مواقع مختلفة لأسباب تتعلق بالأمن أو العناية بالأهل. هذا يعني . أن التواصل اليومي بين الأزواج تحول إلى رسائل مقتضبة عبر الهاتف أو حتى انقطع تمامًا . بسبب انقطاع الكهرباء والإنترنت.
- محمد وزوجته أُجبرا على البقاء في منطقتين مختلفتين بعد قصف منزلهما.
- حالات كثيرة لرجال فقدوا زوجاتهم أثناء محاولات الإخلاء.
- شهادات نساء أفدن بأنهن لم يستطعن التواصل مع أزواجهن منذ أيام.
- غياب الدعم النفسي والعاطفي يزيد من وطأة الأوضاع الحالية.
الأطفال.. ضحايا بلا ذنب
قبل كل شيء، الأطفال هم الحلقة الأضعف في هذه الدوامة . الدموية. فبينما يبحث الكبار عن مأوى آمن أو طعام قليل، يعيش الأطفال تحت وطأة . الفقد والرعب المستمر. نتيجة لذلك . بات الكثير من الأطفال يعانون من صدمات نفسية حادة، ويظهر ذلك من خلال . صمتهم الطويل، التبول اللاإرادي، ونوبات الهلع المفاجئة.
- أطفال يبكون وهم يحملون لعبهم المكسورة داخل الخيام.
- آخرون يبحثون عن أمهاتهم في مراكز الإيواء بلا جدوى.
- أطفال فقدوا كلا الوالدين ويعيشون مع أقارب أو غرباء.
- منظمات الإغاثة تواجه صعوبة في توثيق الحالات بدقة بسبب الفوضى.
مراكز الإيواء تتحول إلى ساحات للفقد والتشتيت
علاوة على ذلك، أصبحت مراكز الإيواء نفسها غير آمنة، بل وتحولت إلى . أماكن للتفريق بين أفراد الأسرة. خلال . عمليات الإخلاء العشوائية، تُفصل النساء عن الرجال، والأطفال عن ذويهم، وسط ازدحام خانق وافتقار لأي تنظيم. بعبارة أخرى . يُلقى بالعائلات إلى المجهول دون ضمانات للقاء مجدد.
- امرأة مسنة فقدت اثنين من أحفادها داخل مركز الإيواء.
- حالات إغماء بسبب الاكتظاظ وسوء التهوية في بعض المدارس.
- الأسر النازحة تنام في ممرات وأسطح المباني.
- نقص الطعام والماء يزيد من تفكك العلاقات داخل الأسرة.
شهادات حقوقية تؤكد تدهور النسيج الاجتماعي
من ناحية أخرى، تؤكد المنظمات الحقوقية أن ما يجري في غزة لا يقتصر على جرائم عسكرية فقط . بل يمتد إلى جرائم اجتماعية. وبالمثل، تشير تقارير إلى . أن استهداف المدنيين في بيوتهم أدى إلى تفكيك آلاف العائلات، وترك . الأمهات وحدهن في مواجهة المصير المجهول.
- تقرير صادر عن الهلال الأحمر يؤكد زيادة حادة في طلبات البحث عن المفقودين.
- اليونيسف تحذر من انهيار الدعم النفسي للأطفال في غزة.
- مؤسسات نسوية تطالب بتوفير أماكن إيواء تراعي البُعد الأسري.
- بيانات صادرة عن الأونروا توضح أن أكثر من 70% من العائلات فقدت فردًا واحدًا على الأقل.
الإعلام الغربي يتجاهل الألم الإنساني للأسرة الغزية
ومع ذلك، يغيب هذا الجانب الإنساني عن التغطية الإعلامية الغربية. فبينما يُبرز الإعلام الغربي صور الصواريخ والدخان، يغفل عن قصص الأطفال الذين . ناموا على رائحة الدماء، والأمهات اللواتي يبكين على أنقاض منازلهن. لذلك . يبقى الصوت الفلسطيني خافتًا أمام صخب الروايات السياسية والدبلوماسية.
- تجاهل واضح لمعاناة النساء والأطفال في التغطية الإعلامية الدولية.
- ضعف التمثيل الإنساني للقضية الفلسطينية في كبرى شبكات الأخبار.
- الحاجة لتوثيق شهادات حية تُبرز الألم العائلي والوجداني.
- دور النشطاء الرقميين في نقل الصوت الفلسطيني إلى العالم.
حلول ومطالب إنسانية عاجلة
بالتأكيد، عدوان غزة لا يمكن فصل الجانب الإنساني عن السياسي، ولكن . هناك مطالب واضحة بوقف هذا التشتيت الأسري وتوفير الحد الأدنى من الأمان . للعائلات في غزة. بالإضافة إلى ذلك، تدعو المنظمات الدولية لتأمين ممرات إنسانية تضمن بقاء العائلات . موحدة وعدم تكرار سيناريوهات الفصل والضياع.
- توفير مراكز إيواء تحافظ على تماسك الأسرة.
- إنشاء قاعدة بيانات موحدة للمفقودين.
- تمكين التواصل بين الأسر عبر شبكات إنترنت طارئة.
- دعم برامج الرعاية النفسية للأطفال والأمهات.
الأسرة الفلسطينية.. ثبات في وجه الانهيار
لتلخيص، يواجه المجتمع الغزي اليوم أزمة أخلاقية وإنسانية غير مسبوقة . فبين كل غارة جوية، قصة انفصال جديد، بين كل بيت مهدم، وجع لا يُنسى. ومع ذلك، يبقى الإنسان الفلسطيني شامخًا رغم كل المآسي، يرمم ما يُهدم . داخله، ويحاول جمع شتات أسرته رغم الظلام.
خاتمة ملهمة
الأسر في غزة ليست فقط ضحية حرب، بل ضحية صمت العالم. ومع ذلك . فإن صوت الأم التي تبحث عن طفلها، ونظرة الزوج الذي ينتظر زوجته، لا يمكن . أن تُغفل أو تُمحى. فالحب والحنان والعائلة.. هم جبهتنا الأولى في مواجهة وحشية الاحتلال.