تواصل آلة الحرب الإسرائيلية قصفها المكثّف على قطاع غزة، مخلفةً مزيدًا من الضحايا والدمار. فيما لا تزال حركة المقاومة الإسلامية “حماس” متمسكة بمطالبها السياسية والإنسانية. بينما تضاعف واشنطن جهودها لتمرير اتفاق وقف إطلاق نار خلال الأيام المقبلة. في ظل ضغوط دولية متزايدة وقلق متصاعد من انهيار المفاوضات.
تصعيد عنيف يستهدف المدنيين والبنية التحتية
غزة تحت القصف منذ ساعات الفجر الأولى، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة. أبرزها حي الشجاعية ورفح وخان يونس، حيث تم تسجيل سقوط عدد كبير من الشهداء، من بينهم أطفال ونساء. كما دمّرت الغارات منشآت صحية وتعليمية ومساجد، في مشهد أثار موجة استنكار عربي ودولي.
حماس: لا وقف لإطلاق النار دون تحقيق مطالب المقاومة
في المقابل، شددت “حماس” على لسان قياداتها أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يُلبي الشروط الأساسية التي طرحتها الحركة. وعلى رأسها:
- انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
- وقف إطلاق النار الشامل والدائم.
- فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
- ضمان إعادة إعمار القطاع بإشراف دولي.
- إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة تبادل.
وأكدت مصادر من داخل الحركة أن الموقف ما زال موحدًا، رغم كل الضغوط. مشيرةً إلى أن المقاومة لن تقبل باتفاق “منقوص” يعيد الأمور إلى نقطة الصفر.
الولايات المتحدة تكثف جهودها الدبلوماسية
على الجانب الآخر، تبذل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهودًا مكثفة لإقناع الطرفين بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وبحسب مصادر مطلعة. فإن واشنطن تُمارس ضغوطًا مباشرة على تل أبيب للقبول بمقترح هدنة شامل خلال أيام، خوفًا من تفجّر الأوضاع في المنطقة. وامتداد الصراع إلى جبهات جديدة مثل لبنان أو الضفة الغربية.
كما أشارت تقارير صحفية إلى وجود مشاورات أمريكية قطرية مصرية لإعادة تفعيل مبادرة وقف إطلاق النار السابقة. مع إدخال تعديلات تراعي تحفظات حماس.
قلق دولي وتحذيرات أممية من كارثة إنسانية
في ضوء استمرار التصعيد، ووقوع غزة تحت القصف أطلقت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان تحذيرات من “كارثة إنسانية غير مسبوقة” في قطاع غزة. حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والوقود، وسط انهيار شبه تام للبنية التحتية الصحية.
ودعت المنظمات إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل عاجل.
سيناريوهات محتملة خلال الأيام القادمة
بحسب تحليلات مراقبين، فإن السيناريو الأقرب هو التوصل إلى اتفاق تهدئة مؤقتة خلال 3 إلى 5 أيام، بشرط قبول الاحتلال. ببعض شروط المقاومة ومع ذلك، فإن تعنّت إسرائيل واستمرارها في القصف العشوائي قد يعرقل أي اختراق دبلوماسي. ويقود إلى تصعيد إقليمي أوسع.
خلاصة:
رغم كثافة القصف الإسرائيلي وارتفاع عدد الشهداء، إلا أن المقاومة الفلسطينية لا تزال صامدة ومتماسكة في موقفها. فيما يبدو أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في مسار مفاوضات التهدئة. وفي انتظار ما ستسفر عنه التحركات الإقليمية والدولية، يبقى سكان غزة وحدهم في مواجهة آلة الحرب. صامدين على أمل النصر أو العدالة.