يواصل الوسطاء الإقليميون والدوليون جهودهم المكثفة لتحريك المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، بهدف ضمان استمرار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن في قطاع غزة، ومنع العودة إلى التصعيد العسكري.
خلافات حول شروط التهدئة
تتمسك إسرائيل بمقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي ينص على الإفراج عن نصف الرهائن مقابل تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق. بينما تقبل حماس بالإفراج عن خمسة فقط، مشترطة أن تكون أي تفاهمات جديدة مرتبطة ببدء المرحلة الثانية من الاتفاق.
وفي بيان رسمي، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل قررت مواصلة المحادثات وفقًا لرد الوسطاء على اقتراح ويتكوف. والذي يتضمن الإفراج الفوري عن 11 رهينة حية ونصف الجثث المحتجزة”.
سيناريوهات محتملة للأوضاع القادمة
طرح الخبير السياسي رياض العيلة ثلاثة سيناريوهات لمسار الأحداث في غزة خلال الفترة المقبلة:
تشديد الحصار: قد تلجأ إسرائيل إلى فرض قيود أشد على قطاع غزة، تشمل قطع المياه، ومنع سفر المرضى والجرحى عبر معبر رفح البري.
عودة متدرجة للقتال: من المحتمل أن تستأنف إسرائيل عمليات عسكرية محدودة في القطاع، دون تنفيذ هجمات واسعة، لتجنب تهديد حياة الرهائن.
نجاح جهود الوساطة: إذا تمكن الوسطاء الدوليون من ممارسة ضغط كافٍ، فقد يتم التوصل إلى اتفاق جديد يضمن تمديد المرحلة الأولى من التهدئة، مقابل الإفراج عن عدد إضافي من الرهائن.
ورجح العيلة أن يتم التوصل إلى اتفاق، لكن ذلك قد يسبقه تنفيذ الجيش الإسرائيلي لضربات عسكرية خفيفة، كوسيلة ضغط على حماس لدفعها نحو تقديم تنازلات في ملف الرهائن.
اتفاق جديد في الأفق؟
من جانبه، استبعد المحلل السياسي فريد أبو ضهير احتمال استئناف الحرب في غزة بنفس الحدة التي كانت عليها قبل اتفاق وقف إطلاق النار. مرجحًا أن يكون السيناريو الأكثر واقعية هو التوصل إلى اتفاق جديد بين الطرفين.
وأوضح أن حماس قد ترى في المفاوضات فرصة لفتح قنوات اتصال مباشرة مع الإدارة الأمريكية، مما قد يساعدها في الحفاظ على نفوذها في غزة. ويمنع إجبار قياداتها السياسية والعسكرية على مغادرة القطاع.
وأضاف أن الحركة تدرك أن التشدد في مواقفها قد يغلق الباب أمام أي تواصل مع إدارة دونالد ترامب، ويؤدي إلى دعم أمريكي أكبر لاستئناف القتال دون قيود، وهو ما تسعى حماس إلى تجنبه بأي ثمن.
أما إسرائيل، فيبدو أنها تتجنب العودة إلى القتال قبل ضمان الإفراج عن جميع الرهائن، إذ يدرك نتنياهو أن أي تهديد لحياتهم قد يضعه تحت ضغوط سياسية غير مسبوقة، ويدفعه إلى قبول اتفاق بشروط أقل مما يرغب.
ترقب حذر لمآلات التفاوض
في ظل هذه التعقيدات، تبقى المساعي الدبلوماسية مستمرة، بينما يترقب الجميع ما إذا كانت المفاوضات ستنجح في تحقيق اختراق جديد، أم أن الجمود الحالي سيؤدي إلى تصعيد جديد في غزة.