لا يجوز للولي تأخير زواج موليته دون سبب شرعي مقبول، خاصة إذا كانت راغبة في الزواج من كفءٍ لها. فالإسلام جعل الولاية في الزواج تكليفًا شرعيًا لحماية مصلحة المرأة، وليس وسيلة للتحكم بها أو منعها من الزواج بغير مبرر شرعي.
أدلة ذلك من الشريعة الإسلامية:
حديث النبي ﷺ: قال رسول الله ﷺ: “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.” (رواه الترمذي وحسنه الألباني).
→ هذا الحديث يدل على أنه إذا تقدم رجل صالح للمرأة، فلا ينبغي للولي رفضه بلا سبب شرعي.
منع العضل (التأخير بلا سبب شرعي):
قال الله تعالى: “فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ” (البقرة: 232).
→ أي أن منع المرأة من الزواج بدون مبرر ظلمٌ لها، وهذا محرم في الإسلام.
القضاء برفع ولاية الولي الظالم: إذا تعنت الولي ومنع الزواج بلا سبب شرعي، فللمرأة أن ترفع أمرها إلى القاضي، فيزوجها القاضي إذا ثبت تعسف وليها.
1. متى يحق للولي تأخير زواج موليته؟
يجوز للولي تأخير الزواج في حالات معينة إذا كان السبب شرعيًا ومبنيًا على مصلحة الفتاة، مثل:
إذا كان المتقدم غير كفء من الناحية الدينية أو الأخلاقية أو المالية.
إذا كان في زواجها ضرر محقق عليها.
إذا كان هناك مصلحة شرعية معتبرة تستدعي التأجيل.
أما إذا كان التأخير بسبب أسباب غير شرعية، مثل الطمع في راتبها، أو رفضه لرغبة شخصية، أو تأخير الزواج لمصالحه الخاصة، فهذا لا يجوز شرعًا.
2. حكم العضل (منع الزواج بلا سبب شرعي)
العَضْل محرّم في الإسلام، وهو منع المرأة من الزواج بمن ترغب فيه دون سبب شرعي. وقد ورد النهي عنه في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: “فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ” (البقرة: 232).
العضل من الظلم، وقد يؤدي إلى تفويت فرص الزواج على المرأة، وهو سبب في وقوع كثير من الفتن والمشاكل الاجتماعية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فإن امتنع الولي من تزويج موليته بالكفء، زوجها غيره من الأولياء، فإن لم يكن لها ولي، أو امتنع الأولياء، زوجها الحاكم بغير إذنهم”.
3. ماذا تفعل الفتاة إذا منعها وليها من الزواج بلا سبب شرعي؟
- التفاهم مع الولي: محاولة إقناعه بالحكمة والنصيحة، وإحضار من يؤثر عليه من الأقارب أو العلماء.
- اللجوء إلى القضاء: إذا أصر الولي على الرفض بدون مبرر شرعي، فلها حق رفع الأمر إلى القاضي الشرعي، حيث يقرر القاضي ما فيه مصلحتها، وقد يعين وليًا غير وليها أو يزوجها بنفسه.
- عدم الانقياد للظلم: الإسلام أعطى المرأة حقوقها ولم يجعلها رهينة لرغبات غير مبررة.