تنذر الجثامين المتحللة لضحايا الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة بكارثة صحية لسكان القطاع في الفترة المقبلة، خاصة وأن عدداً كبيراً منها لم يتم انتشاله من تحت الأنقاض، فيما تحللت أخرى في الشوارع والطرقات.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، تمكنت الطواقم الطبية والإغاثية في غزة من انتشال عشرات الضحايا الذين قضوا برصاص الجيش الإسرائيلي وتحللت جثثهم، فيما يقدر عدد الجثث تحت أنقاض المنازل المدمرة بنحو 7 آلاف جثة.
وحذرت منظمات صحية ودولية من خطورة تكدس الجثامين في مناطق مختلفة من القطاع وتحت الأنقاض دون دفنها بشكل سليم، مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض ويساهم في كارثة صحية وبيئية على المدى المتوسط والبعيد.
الكوارث الصحية
قال مدير عام الأوبئة بوزارة الصحة بغزة غسان وهبة، إن “الجثامين المتحللة التي انتشرت نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق مختلفة من القطاع، ستؤدي إلى كوارث صحية، وستكون سبباً لانتشار الأمراض البكتيرية والأوبئة”.
وأوضح وهبة أن “اختلاط مكونات هذه الجثث والبكتيريا التي تتحللها بالتربة ومصادر المياه سيؤدي إلى تلوث التربة والمياه بالبكتيريا والميكروبات الناقلة للأمراض والمضرة، الأمر الذي يهدد بانتشار أمراض مثل الكوليرا والتهابات الجلد والكبد والأوبئة.
وأشار إلى أن “الروائح التي تنتشر من تحلل الجثث قد تكون أحد عوامل انتشار الأمراض الصدرية وخاصة السل”، مشيرا إلى أن المؤسسات الدولية يجب أن تتحرك بشكل عاجل لإنقاذ الوضع الصحي والبيئي في غزة.
وأضاف: “هناك بعض أنواع البكتيريا والفيروسات التي يمكن أن تبقى نشطة لفترة طويلة بعد تحلل الجثث، وتغذية بعض الطيور والحيوانات على الجثث المتعفنة والمتحللة سيكون سببا لانتشار بعض الأمراض بين هذه الفئة وانتقالها إلى البشر في وقت لاحق”.
وأكد المسؤول الصحي أن انهيار النظام الصحي في قطاع غزة بسبب الحرب سيكون سببا وعاملا رئيسيا في انتشار الأمراض والأوبئة في القطاع. الفترة المقبلة، التي تنذر بكوارث غير مسبوقة لعقود.
انتشار الأوبئة
قال طبيب الباطنية في غزة محمد مقداد، إن “الحرب الإسرائيلية على غزة ستتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة في القطاع والمنطقة لعقود”، مؤكداً أن تحلل الجثث من الكوارث التي تسببها الحرب.
وأوضح مقداد أن “آلاف الجثث تحللت في الشوارع وتحت الأنقاض، واختلطت بقاياها بالمياه، كما تسبب موسم الأمطار والشتاء في تسرب بقايا تلك الجثث إلى التربة، مما يعني أنها ملوثة وغير صالحة للاستهلاك البشري”.
وأضاف: “هذا سيظهر في الفحوصات التي ستجرى في الفترة المقبلة على التربة والمياه الجوفية، واختلاط بقايا الجثث بمياه الصرف الصحي سيتسبب في كوارث صحية وبيئية”، مشيراً إلى أن غزة بحاجة إلى دعم عاجل من المؤسسات الطبية الدولية لإنقاذ وضعها الصحي.
وأوضح مقداد أن “المطلوب هو السماح بدخول الأجهزة الطبية المتطورة التي تستطيع اكتشاف المشاكل الصحية وتساهم في تقديم الحلول المناسبة لمعالجة الخلل المصاحب لها”، مشيرا إلى أن تحلل الجثث سيكون من الكوارث التي يصعب علاج آثارها.