الغول الذي يُهاجم الملاعب الصناعية في غزة
Palestinians attend the opening ceremony of Rafah Municipal Stadium in Rafah in the southern of Gaza Strip on April 10, 2019. Photo by Ashraf Amra

الغول الذي يُهاجم الملاعب الصناعية في غزة

Ahmed Ali
2019-04-17T19:20:04+03:00
مجتمع غزة
Ahmed Ali17 أبريل 2019

غزة تايم – حالة من الغضب الكبير سادت في أوساط الرياضيين على مستوى غزة, بعدما تسببت احتفال الجماهير في مباراة ديربي رفح بين الشباب والخدمات, بأضرار لأرضية ملعب خانيونس البلدي بسبب استخدامها للألعاب النارية.

الغضب الذي عبر عنه الرياضيون جاء بسبب التلفيات التي تعرض لها الملعب, الذي تم إعادة افتتاحه بداية الموسم الحالي بعد الانتهاء من أعمال التطوير التي شهدت إقامة مدرج جديد في الملعب إلى جانب فرش أرضيته بالعشب الصناعي التي تعرضت لحروق خلال المباراة في ظل تكرار إلقاء الجماهير للألعاب النارية على أرضيتها.

المشهد الذي أصبحت تشهده الملاعب الغزية في كل المباريات من خلال إلقاء القنابل الصوتية والألعاب النارية, يمثل خطر كبير على حالة التطوير التي وصلت لها الملاعب في ظل المعاناة التي واجهتها جميع الفرق الغزية في السنوات الماضية بسبب عدم وجود ملاعب مناسبة.

الثورة الرياضية التي أحدثتها إعادة تطوير 6 ملاعب في غزة هي “اليرموك وفلسطين ورفح وخانيونس البلدي وبيت حانون والدرة”, تقف اليوم أمام تحدي كبير بالتصدي للجماهير التي لا تدرك أهمية الحفاظ على تلك الملاعب في ظل استخدامها لوسائل ضارة في التشجيع والتعبير عن فرحتها.

وعلى الرغم من تعرض عدد من الجماهير للإصابة في مواسم سابقة بفعل الألعاب النارية, إلا أن هذا الأمر لم يضع حداً أمام بقية الجماهير للوقوف عن هذه الظاهرة التي تمثل خطر مباشر على مستخدميها قبل غيرهم من لاعبين ومدربين وإعلاميين يتواجدون داخل الملعب.

حاول اتحاد كرة القدم الحد من هذه الظاهرة مع بداية الموسم الماضي بتغريم كل نادي تستخدم جماهيره للألعاب النارية مبلغ مالي وتحميله تكاليف إصلاح أرضية الملعب, إلا أن هذا القرار لم يشكل رادعاً خاصة مع تنصل الكثير من الأندية من المسؤولية أمام الجماهير التي تتسبب في هذه الأضرار.

عدد من النشطاء الرياضيين والإعلاميين أطلقوا حملة لتوعية الجماهير بهاشتاج “ملاعبنا أمانة”, حيث غردت الجماهير من خلاله للوقوف في وجه هذه الظاهرة السلبية.

وغرد الإعلامي عاهد فروانة قائلاً :” الى جماهيرنا الرياضية في قطاع غزة.. كم تمنينا وحلمنا ان تكون لدينا بنية رياضية متكاملة من ملاعب وصالات وغيرها حتى تواصل الحركة الرياضية مسيرتها المميزة.. فلا يجوز ان نهدم هذا الحلم من خلال بعض الافعال المسيئة والقاء المفرقعات والتخريب.. فهذه الملاعب امانة يجب ان نحافظ عليها.

بدورها تساءلت الإعلامية الرياضية تغريد العمور عن سبب تزايد شغب الملاعب من خلال تغريدة قالت فيها:” لماذا وتيرة الشغب ما زالت تتصاعد, لماذا سلوك التخريب والأضرار بالممتلكات الرياضية بدلاً من الحفاظ على كإرث من مقومات الرياضة, لماذا العنف سلوكاً والفاظا أصبح هو النمط السائد”.

وواصلت العمور تغريدتها :”الثقافة الرياضية الحالية (للبعض تحديداً) في سلوك التشجيع واستخدام العنف كقاعدة للتعبير عن شعور الفوز أو الخسارة, بحاجة ماسة لأكثر من وقفة وعقوبة بحاجة لعمل تراكمي ووعي جماعي.

مواجهة المشاغبين

ويرى فتحي أبو العلا خبير التطوير الرياضي أن هناك إجماع كبير لدى الرياضيين على خطورة استخدام مثل هذه الألعاب والآلات الحادة في التشجيع الرياضي, وأنها تمثل اساءة مباشرة للرياضة الفلسطينية وأن مثل هذه التصرفات مرفوضة رياضياً واجتماعيا ويجب إيجاد حلول ووسائل لمواجهة عدم الملتزين في الملاعب.

ودعا أبو العلا الجماهير الرياضية وروابط المشجعين بالأندية بالوقوف إلى جانب اتحاد كرة القدم من أجل الحد من انتشار هذه الظاهرة التي أصبحت تزداد من موسم لأخر, ومنع أي فرد يحاول إتلاف الملاعب الذين وصفهم بالشاذين والخارجين على القانون.

وقال أبو العلا: إنه أصبح هناك ضرورة ملحة لمواجهة الأشخاص الذين يقومون باستخدام الألعاب النارية في الملاعب, من خلال تحميلهم لتكاليف الأضرار وتغريمهم مالياً وحرمانهم من دخول الملاعب بالتعاون مع جهاز الشرطة الفلسطينية.

وشدد أبو العلا على ضرورة وجود مواد واضحة في اللوائح والقانون تعاقب بشكل صارم لكل من يرفض الالتزام بالتشجيع الحضاري, مبيناً أن معاقبة وتغريم النادي لا يضع حلاً للمشكلة وأن تحميل الشخص لتكاليف الصيانة وإبلاغ الشرطة بعدم السماح له بدخول الملاعب هو الأنسب.

المصدر “صحيفة فلسطين”

رابط مختصر
Ahmed Ali

رئيس التحرير لدى غزة تايم، عملت سابقاً صحافي ومعد تقارير لدى العديد من الوكالات المحلية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.