غزة تايم – قال كاتب إسرائيلي، إن “حماس تنتظر بصبر وهدوء انتهاء بنيامين نتنياهو من موسم الانتخابات كي يبادر لتنفيذ التفاهمات المتفق عليها قبل الانتخابات برعاية مصرية، بعد جولة تصعيد قصيرة تخللها قصف تل أبيب، لكن إسرائيل لأسباب سياسية وحزبية امتنعت عن الإعلان رسميا عن التوصل لها”.
وأضاف شلومي ألدار في مقاله على موقع “يسرائيل بلاس”، أنه “لم يكن صدفة أن توقف حماس مظاهراتها ومسيراتها وبالوناتها الحارقة باتجاه مستوطنات غلاف غزة، فيما قامت إسرائيل بتوسيع مساحة الصيد إلى 15 ميلاً بحرياً، وفتحت معبري كرم أبو سالم وبيت حانون، ووعدت بالعودة لطاولة المباحثات بعد انتهاء الانتخابات للتقدم بموضوع التسوية والتهدئة مع حماس”.
وأشار ألدار، الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية، إلى أن “أهم العقبات التي اعترضت نتنياهو لإبرام تسوية طويلة الأمد مع حماس زالت، وقد تمثلت بوزير التعليم نفتالي بينيت، الذي لم ينجح في الانتخابات، بعد أن كان يطمح بوزارة الحرب، واتهم نتنياهو بالخضوع أمام حماس، وزاود عليه أمام ناخبيه”.
واستدرك بالقول إن “اختفاء بينيت من المشهد السياسي الإسرائيلي قابله ظهور أفيغدور ليبرمان وزير الحرب السابق، الذي لا يدعم فكرة التسوية مع حماس، وما زال ينتظر نتنياهو في الزاوية، ويبدو واضحاً أنه بدون ليبرمان لا يستطيع نتنياهو تشكيل ائتلاف حكومي، وبدون أن يقدم تعهدا بالقضاء على حماس فلن يتمكن من إعلان حكومته”.
وأوضح أن “المقاعد الخمسة التي حصل عليها حزب إسرائيل بيتنا بزعامة ليبرمان تحولت إلى ورقة مساومة قوية أمام نتنياهو، وليبرمان يدرك أن جمهوره سامحه بعدم تنفيذ تهديده ضد إسماعيل هنية زعيم حماس باغتياله خلال 48 ساعة إن لم يعد الأسرى الإسرائيليون، لكنه لن يتساهل معه هذه المرة في تقديم اليد للسياسة التصالحية التي يعلنها نتنياهو مع حماس في غزة”.
وأشار إلى أن “ليبرمان أدلى بسلسلة تصريحات عشية البدء بالمداولات الائتلافية أعلن فيها أنه “استقال من حقيبة الحرب لرفضه تقديم أي تنازلات لحماس، ومعارضته للخضوع أمامها، لذلك يجب الاتفاق على السياسات العامة تجاه غزة، وفي حال لم نتفق، فليس هناك ما قد نتحدث عنه”.
وأضاف الكاتب أن “هذه التصريحات تعني أن ليبرمان يريد العودة لوزارة الحرب، ولكن بسيطرة كاملة هذه المرة، يريد تطبيق السياسة الإسرائيلية مع غزة، وإخضاع حماس، وهذا لا يتفق مع التسوية التي بدأ نتنياهو بإبرام خطوطها العامة مع الحركة قبل الانتخابات، ما يعني أنه سيجد نفسه بين المطرقة والسندان”.
وشرح قائلا إن “نتنياهو عالق بين تهديدات حماس بالعودة لمظاهرات الحدود، وربما خوض مواجهة عسكرية عنيفة، وبين تهديدات ليبرمان لإبقاء نتنياهو بدون حكومة، لكن مصدرا أمنيا إسرائيليا كبيرا أكد العثور على طريق وسط بين التهديدين، لأن التفاهمات التي تم التوصل إليها بين حماس وإسرائيل جاءت برعاية مصرية، ولم يبق سوى البدء بتنفيذها على الأرض قبل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة”.
وأوضح أنه “بينما تريد إسرائيل أن تشمل التسوية مع حماس استعادة جثامين جنودها ومواطنيها الذين تأسرهم حماس، فإن الحركة تعلن أنهما أمران مختلفان ومنفصلان، وقد سبق لوزير الطاقة يوفال شتاينيتس القريب من نتنياهو أن أكد إمكانية التوصل لتسوية مع حماس دون استعادة الأسرى الإسرائيليين، فلا يمكن رهن الأمن القومي للدولة بهذه المسألة، لأننا أبرمنا تسويات سابقة مع مصر وسوريا، وكانتا تحتجزان أسرى وجثامين”.
وختم بالقول: “في النهاية سيجد نتنياهو وليبرمان قواسم مشتركة للتوصل إلى اتفاق، فالأول يريد النجاة بنفسه من طوق الملاحقة الجنائية والمحاكمات القضائية، والثاني يريد العودة لوزارة الحرب، وزيرا قديما- جديدا، سيدا للأمن في إسرائيل”.