بين الفينة والأخرى تحدث حوادث في بعض المنشآت السياحية وأماكن العمل في قطاع غزة، وربما هذا طبيعي في جميع دول العالم.
ولكن ما هو غير طبيعي، عند الحديث عن النتائج والعِبر التي نخرج بها من هذا الحادث، والتي ربما تكون بإغلاق المنشأة لعدة أيام ومن ثم يتكرر هذا الحدث مجددا.
وخلال الشهور الأخيرة، سمعنا بعدد من الحوادث التي تدمي القلوب قبل العيون، والتي راح ضحيتها أطفال وتسببت بإعاقة لأناس آخرين.
وحتى عند الحديث عن السلامة في بيئة العمل، نجد أن الكثير من الحوادث تتكرر في ظل غياب معايير السلامة أو التعويضات المادية.
وفي مدينة غزة، سقطت سقالات البناء يوم الاثنين، وهو ما أسفر عن إصابة 11 عاملا، في حدث يتكرر بين العمال الذين بحاجة لمن يضمن لهم السلامة في العمل.
وأعلنت وزارة العمل أنها باشرت التحقيق في سقوط سقالات البناء، وأغلقت مكان العمل لحين الانتهاء من التحقيقات والوقوف على السبب في سقوطها.
ولعل القضية الأبرز تتمثل في معاناة هؤلاء العمال بعد الإصابة، فلا أحد يضمن لهم استمرار تلقيهم للراتب لحين الشفاء، في وقت يعانون حتى بالحصول على العلاج اللازم لهم.
وحتى في الوقت الذي تطالب فيه الجهات الرسمية بضرورة ضمان حقوق العمال وتحقيق السلامة لهم في أماكن عملهم، نجد أن القليل من المنشآت التي تطبّق ذلك.
وبالعودة إلى المنشآت السياحية، والتي تستقبل المواطنين الذاهبين في نزهة، فإن تكرار الحوادث يؤكد أن هناك خللا وضعفا في الرقابة الميدانية على هذه المنشآت.
وتداركا للكثير من العقبات التي يمكن أن تحدث مستقبلا، لابد من وضع خطط استباقية واضحة تمنع تكرار هذه الحوادث.
وأخيرا، نؤكد على ضرورة الضرب بيد من حديد على جميع أصحاب المنشآت الذين لا يتخذون الخطوات الضامنة لسلامة المواطنين والعمال، ليكونوا عبرة لغيرهم في التغيير نحو الأفضل.. فهل من مجيب؟
بقلم: عزيز الكحلوت