تتدحرج الأوضاع في إسرائيل سواء على صعيد المشاكل الداخلية بين حكومة الكيان والمعارضة بسبب التغييرات التي يجريها اليمين المتطرف الذي يعتلي سدة الحكم أو على صعيد التحديات التي تتزايد على الجبهتين الشمالية والجنوبية وكذلك المقاومة في الضفة.
ولاشك أن هذه المرحلة هي “طنجرة الضغط” التي تمر بها إسرائيل وما قبل الانفجار، سواء كان الانفجار الداخلي أو ضد أحد جبهات حزب الله أو المقاومة بالضفة أو قطاع غزة.
ووفق مختصون في الشأن الصهيوني، فإن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو دائما ما يهرب إلى الأمام عبر افتعال أزمة أو عدوان ضد أحد جبهات المقاومة.
ويفتعل نتنياهو هذه الأزمات في سبيل تهدئة الجبهة الداخلية التي تشهد غلياناً، وكذلك في محاولة منه لرفع شعبيته التي تتآكل يوما بعد الآخر.
المراقبون أنفسهم يرون أن جبهة غزة هي الأضعف والتي قد تشهد عدوانا جديدا خلال فترة قريبة، ويعزون ذلك لعدة أسباب أهمها:
– الاتهامات المباشرة التي وجهها نتنياهو بأن حركة حماس وبأوامر من قياداتها في غزة هي التي تدير وتموّل الكثير من العمليات في الضفة.
– حالة الفراغ السياسي والوضع الاقتصادي الصعب في قطاع غزة والذي يدفع باتجاه إعادة تفعيل مسيرات العودة، وهذا ما شاهدناه بإعادة افتتاح مخيم العودة في منطقة أبو صفية على الحدود الشرقية مع شمال غزة.
– نتنياهو يجد في جبهة غزة الجهة الأضعف التي من الممكن أن يفرّغ فيها غضبه ويهدئ فيها المجتمع الصهيوني بعد سلسلة عمليات صعبة نفذتها المقاومة بالضفة.
ذلك يعني أنه من المحتمل أن يشهد قطاع غزة عدوانا جديدا، وهو ما يدفع بالتساؤل عن الخيارات أمام الوضع الاقتصادي السيء في قطاع غزة.
ولعل السؤال الأبرز، هو مدى استعداد الجبهة الداخلية لمثل ذلك الحدث، وهو ما يتوجب إعادة الحسابات، وخصوصا أن هناك آلاف الوحدات السكنية لا تزال دون إعمار منذ عدوان 2014 وما تبعها بعد ذلك.
وأخيرا، نجد أنه لابد من وجود سيناريوهات عدة أمام صناع القرار في قطاع غزة بما يضمن تجنّب أي عدوان على قطاع غزة بالتزامن مع تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، ودائما ما نسأل الله السلامة لجميع شعبنا الفلسطيني.
بقلم: عزيز الكحلوت