أشعل مقطع فيديو فتاة الباندا برجس الدوسري ضجة واسعة عبر منصة تويتر، والذي يتحدث عن جريمة حدثت في عام 2004 وأصدرت حينها المحكمة العليا بالرياض حكمًا ضد مرتكبيها التي أغضبت المجتمع السعودي عندما اعتدى ثلاثة رجال على فتاة خليجية وصوروها بكاميرا “باندا”. وتم الترويج للمقطع والصور على نطاق واسع على الإنترنت والهواتف المحمولة.
وقررت المحكمة الحكم بالسجن 12 عامًا و1200 جلدة على المتهم الرئيسي برجس بن فالح. كما حكم على السعودي الآخر، عبد الرحمن بن هيف بالسجن عامين و200 جلدة. أما المتهم الثالث، النيجيري يوسف أبكر محمد عبد الله، الذي ظهر في الصورة، فقد حكم عليه بالسجن 6 سنوات و600 جلدة.
اختلفت آراء الأمهات السعوديات حول الحكم الصادر بحق برجس وأصدقائه، وبلغت هذه الآراء شدتها لدرجة أن العقوبة الصادرة بحق المجرمين لا تكفي، الأمر الذي دفع بعضهم للمطالبة بالإعدام، والبعض الآخر كانت آراؤهن متوازنة مع حكم الإعدام، مؤكدين على العقلانية والعدالة التي تتناسب مع الجريمة المرتكبة، بينما حكم آخرون بالفتاة مذنبة أيضًا، واعتبروا العقوبة أكبر من الجريمة بالنظر إلى أن الشاب المتهور لن يصل إلى الفتاة المحافظة.
فيديو فتاة الباندا برجس الدوسري
من جهته، أوضح المستشار الطبي النفسي الدكتور جمال الطويرقي، أن المراهقة كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت هؤلاء الشباب إلى ارتكاب هذا الفعل غير الأخلاقي، حيث أن هذا الفعل هو رد فعل انتقامي ناتج عن إحساس المراهق بالملكية لهذا الشيء الذي بدا واضحًا في سلوك عبد الرحمن الذي اصطحب الفتاة إلى صديقه، مشيرًا إلى أن هناك عوامل أخرى تتعلق بالتعليم والبيئة التي نشأ فيها هؤلاء الشباب.
وأشار الطويرقي إلى أن الطريقة التي تم بها تنفيذ هذه الجريمة تعكس الشعور الحقيقي للمراهق في هذه السن ، متمثلاً في إحساسه بملكية هذه الفتاة. لذلك فإن إنكارها له بأي شكل من الأشكال يدفعه إلى الانتقام اللفظي أو الجسدي. والاحتمال الثاني أنه مصاب بمرض أو يحمل شخصية إجرامية من نشأته نتيجة تأثيره على مجتمعه أو غيره من الأشياء والأفكار التي أثرت على حياته. وهكذا تولدت فيه الشخصية الإجرامية نتيجة فقدانه للضمير الأخلاقي والديني.