مشاهدة فيلم مغربي دير الكيت كامل ايجي بست وهو فيلم ممنوع من العرض. وهو آخر الأفلام السينمائية المغربية التي يمكن تصنيفها ضمن نعت “الجريئة”. والذي أحدث جدلًا واسعًا عبر منصات السوشال ميديا قبل عرضه.
ودور السينما المغربية تعالج بشكل فني وجمالي قضايا إنسانية واجتماعية تدفع من خلالها المشاهد لطرح أسئلة حول وجوده وحياته، أو أنها تقدم رؤى تشوش بعض المسلمات أو التقاليد أو الأحكام المسبقة، وهنا تكمن جرأة الإبداع السينمائي.
وقف بعض صانعي الأفلام مع المعنى السلبي للتحرر من خلال إدخال مشاهد جريئة صدمت ذوق المشاهد والبيئة الثقافية، سواء كانت مشاهد إباحية أو كلمات فاحشة لا يوافق عليها الناس. خاصة في المحيط الاجتماعي المغربي الذي له قيمته الاجتماعية والدينية التي تحدد هويتها حتى لو انفتحت على العالم.
مشاهدة فيلم مغربي دير الكيت كامل ايجي بست
ومبررات هؤلاء المخرجين في هذا هي مقاربة الواقعية، رغم أن هذا المصطلح يسمى بمضارها، لأن الواقعية في السينما العالمية لها إطارها التاريخي والفني. جاءت الواقعية الإيطالية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية إلى التمرد في الشكل والمحتوى ضد أفلام الاستوديو الغارقة في الخيال والأحلام والبطولة التي لا علاقة لها بالواقع السريالي البائس والعبثي الذي خلفته الحرب التي دمرت الإنسان ورغبته في الحياة.
وتطرقت الأفلام الإيطالية الواقعية إلى واقع الإنسان في حياته الفردية والاجتماعية ومعاناته اليومية. فجمعوا بين الخيال السينمائي وتسجيل الواقع في الفضاء العام بعيدًا عن الربح المادي الذي يمكن أن تحققه الأفلام ذات المشاهد الساخنة أو الجريئة.
ومبدأ الواقعية كما يفهمه صانعو الأفلام الذين يسعون لتحقيق الشهرة والربح المادي وجذب الشباب من خلال بعض التوابل الجنسية وأخرى تلعب على إيقاع الغرائز يتناقض مع طبيعة الفن وأهدافه الإنسانية والقيمية.
والفن لا ينقل الواقع، بل يوحي بالواقع من خلال الرؤية الفنية للمصور السينمائي، والسينما لها وسائلها المتعددة في ذلك. ويعتقد أن هؤلاء المخرجين الذين يعيشون في حالة انفصال عن محيطهم الثقافي يحتاجون إلى التصالح مع أنفسهم وبيئتهم الاجتماعية والعودة إلى الكتابات الحقيقية والعميقة عن الفن، وليس الكتابات المزيفة.
