كهرباء غزة.. إلى متى المعاناة؟

Rayan19 يناير 2023
كهرباء غزة.. إلى متى المعاناة؟
كهرباء غزة.. إلى متى المعاناة؟

يكاد لا يجد شخصا في قطاع غزة صغيرا أو كبيرا لم يحفظ جدول الكهرباء وساعات الفصل والوصل، وتأثيرات الشتاء والصيف على ساعات الكهرباء وغيرها من التفاصيل.

وبالتالي نستطيع القول إن جدول الكهرباء بات منهاج حياة في قطاع غزة، ولا يمكن الحديث عن ساعات وصل أكثر من ثماني ساعات كحد أقصى يوميا.

وتستمر معاناة الكهرباء حتى بات في قطاع غزة فيما يعرف بجمعية أصحاب المولدات في وقت لا تستغني المحال التجارية والكثير من العائلات عن وصل خط كهرباء من “المولد البديل”.

وباتت المولدات البديلة مصروف إضافي للأسر في قطاع غزة، في وقت لا يقوَ الكثير منهم على إيصال هذا الخط بسبب الوضع الاقتصادي الصعب.

ويعمل أصحاب المولدات البديلة على بيع سعر الكهرباء بقرابة ثمانية أضعاف سعرها الواصل من شركة الكهرباء خلال ساعات الوصل، وهو ما أنتج لدينا “حيتان” من أصحاب الثروات.

وفي وقت سابق، لم تقوَ الحكومة في بياناتها على إلزام أصحاب المولدات بتسعيرة معينة، ونجح أصحاب المولدات في فرض تسعيرتهم دون النظر لقرارات الحكومة التي سببت لهم احراجا كبيرا.

وخلال 17 عاما على مشكلة الكهرباء في قطاع غزة، لم ينجح أحد في إيجاد حلول عملية لمعاناة المواطنين أو يتم الحديث بشكل جدي عن هذه المشكلة التي تتفاقم عاما بعد الآخر.

معاناة المواطنين

وتزداد التساؤلات عن أسباب الاستمرار في معاناة المواطنين حتى باتت تجارة فيما يتعلق بقضية الكهرباء، ولماذا لم ينجح أي مسؤول في حل الإشكالية والتي باتت طبيعية وكأنه لا توجد مشكلة.

ويشير الفشل الذريع في قدرة الحكومة على حل مشكلة الكهرباء التي تعتبر من أساسيات المواطنين التي لا غنى عنها، إلى الحالة التي وصلنا لها من غياب المسؤولية وتمسك القائمين على القضية بكرسي الحكم دون حلول لمشاكل المواطنين.

ووفق دراسات اقتصادية عن الموضوع، فإن الغزيين دفعوا مبالغ تزيد بمقدار 4 أضعاف عن المبلغ الذي يكلّف لإنشاء محطة توليد كهرباء وبمواصفات عالمية وقادرة على تلبية حاجة المواطنين.

وأخيرا، لا نريد لمشكلة الكهرباء أن تصبح دارجة وكأنه لا يوجد مشكلة، وهو ما يحتّم علينا ضرورة التذكير بها ودعوة القائمين عليها لإيجاد الحلول عبر البحث والتطوير والعمل على جلب ما يلزم دون ترك الساحة لأصحاب المولدات يبيعون الكهرباء للمواطنين بأضعاف سعرها الطبيعي.. فهل من مجيب؟

بقلم: عزيز الكحلوت

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

x