تتداخل العلاقات الإيرانية مع الفلسطينيين بشكل كبير جدا، ولا يخفى على أحد التطور الكبير لهذه العلاقات في السنوات الأخيرة.
ورغم الاختلاف المذهبي الواضح بين إيران وفصائل المقاومة في غزة، إلا أن الأطراف نجحت في تشكيل ما يسمى “محور المقاومة” بما يؤكد التداخل الكبير لإيران في فلسطين.
وتعمل السياسة الإيرانية في فلسطين على الدعم المالي والعسكري الكامل لفصائل المقاومة بقيادة حماس والجهاد الإسلامي.
وربما نجد حالة من عدم القبول للوجود الإيراني في غزة، إلا أن الدعم الكبير الذي قدمته إيران خلال السنوات الأخيرة غيّر النظرة لدى الكثيرين حتى وإن كانت واضحة أنها للحصول على أجندات خاصة.
وتعاني إيران من وجود حساسية كبيرة في المنطقة، جعلت هناك صعوبات في وجود عمليات التقارب مع إيران، والترحيب من أغلبية دول الإقليم.
ويرى مراقبون أن انغلاق الكثير من الأفق السياسي والعسكري بين فصائل المقاومة الفلسطينية وأغلبية الدول العربية سهّل من موطئ قدم لإيران في المنطقة، فلم تعد الدول العربية بذات النفس القوي في دعم الفلسطينيين عسكريا بما كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي وما قبلها.
وحتى في ظل بعض التراخي من اغلب الدول العربية تجاه دعم القضية الفلسطينية عسكريا، فلا نستطيع نكران أن لهذه الدول وخصوصا الخليجية منها الكثير من الفضل في دعم الفلسطينيين في جميع المحافل سياسيا و ماديا منذ سنوات طويلة.
الإسلام السياسي
ولعل الإسلام السياسي ساعد في التقارب الكبير بين إيران وفصائل المقاومة الفلسطينية الإسلامية بقيادة حماس والجهاد الإسلامي، رغم حالة النبذ الكبيرة التي لاقاها “الإسلام السياسي” خلال السنوات الأخيرة وخصوصا فترة “الربيع العربي”.
ولذلك ورغم حالة التباين في تداخل إيران وبقوة على الخط الفلسطيني، إلا أنه لا يمكن إنكار الدعم الكبير الذي قدّمته إيران للقضية الفلسطينية بطريقة أو بأخرى.
وأخيرا نستطيع القول إن الجميع يدرك حالة التداخل الكبير من دولة إيران في فلسطين بعد أن وجدت البيئة الخصبة لذلك، ولكن لا يمكن التغافل عن أسباب هذا التداخل والتي ربما تدلل على ضرورة التقارب أكبر من الدول العربية كما سنوات القرن الماضي.
فهل الخلاف السني الشيعي سيلعب دورا في طبيعة تشكيل هذا المحور ام ان الاهداف ستكون اكبر من ذلك؟
بقلم: عزيز الكحلوت