تحيي حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين لتأسيسها وانطلاق الثورة الفلسطينية مطلع عام 1965.
وتمر الذكرى الثامنة والخمسين في ظل تحديات كبيرة تعصف بالقضية الفلسطينية يتطلب من أحد أكبر التنظيمات الفلسطينية مواجهة التحديات والحفاظ على الوجود الفلسطيني.
ولا شك أن التاريخ الكبير لحركة فتح التي وضعت أعمدة الكفاح المسلح والمفاوضات على وقع النار، يدلل على المكانة الكبيرة لها وهو ما يؤكد ديمومتها بعد سنوات طويلة من الانطلاقة.
وعلى الصعيد الدولي، تتطلع حركة فتح للعمل على ابراز القضية الفلسطينية في المحافل الدولية في وقت ينتشر دبلوماسييها حول العالم، في معركة وجود لا تقل أهمية عن ساحة الحرب.
وعلى الصعيد المحلي، يبقى الانقسام الفلسطيني تحدٍ كبير أمام حركة فتح، حيث تحاول الحركة جاهدة العمل على انهائه.
وتتطلع حركة فتح لعقد المؤتمر الثامن لها خلال العام الجديد، في وقت تصمم قيادة الحركة على ضرورة عقده في أقرب وقت للتأكيد على ثوابت الحركة.
ولم تكن الانطلاقة الفعلية لحركة فتح عام 1965، فخلال فترة صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، اجتمع القيادة: ياسر عرفات وخليل الوزير وعادل عبد الكريم وعبد الله الدنان ويوسف عميرة وتوفيق شديد، في دولة الكويت.
وخلال الاجتماع تعاهد القادة على العمل من أجل تحرير فلسطين فكانت القاعدة التنظيمية الأولى لحركة فتح.
ولعل تفجير “نفق عيلبون” شكّل الشرارة الرسمية لانطلاق حركة فتح، التي أكدت على الكفاح المسلح والسير في طريق التحرير منذ انطلاقتها.
ومع مرور كل ذكرى انطلاقة لحركة فتح، نستعيد بأذهاننا المحطات التاريخية للحركة ما قبل التأسيس وخلال فترة التأسيس، مرورا بعدة معارك بطولية قدّمت فيها الحركة قيادتها قبل الجند.
لم تعمل حركة فتح على الصعيد الكفاحي فقط، فعملت منذ تأسيسها على عدة جبهات لتدويل القضية الفلسطينية بما يعزز وجود القضية، رغم محاولات الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية.
وأخيرا، على حركة فتح أن تبدأ ذكرى انطلاقتها الثامن و الخمسين بالإعلان عن توجهاتها للحركة المقبلة، فهل تنجح خلال العام الجديد في التغلب على التحديات التي تواجهها؟
بقلم: عزيز الكحلوت