كيف تحافظ على صحة الدماغ من الخرف؟ المخ الذي يبلغ متوسط وزنه 1.3 كيلوجرام ويتكون من 100 مليار خلية عصبية، هو قائد العصابة في جسم الإنسان كله. لذلك من الضروري الاعتناء به، بحسب بيست لايف ونشرها موقع بوركويدوكتور الصحي.
وفقًا للخبراء، يعاني حوالي 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الخرف، ويتم تشخيص حوالي 10 ملايين حالة جديدة كل عام. في حين أن مرض الزهايمر هو السبب الرئيسي للخرف في جميع أنحاء العالم. ووفقًا لطبيبة الأعصاب فيرنا بورتر، فإن هذا العضو المعقد يدير كل نومنا وجوعنا وتفكيرنا وعواطفنا وحركاتنا.
شارك بورتر، طبيب الأعصاب ومدير خدمة الخرف والزهايمر والاضطرابات العصبية الإدراكية في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي بالولايات المتحدة الأمريكية، العناصر التي يمكن أن تعزز نشاط هذا العضو المعقد الذي لا غنى عنه.
قد يبدو الأمر مفاجئًا، لكن التحدث والتواصل والتعرف على الآخرين جزء أساسي من صحة الدماغ الجيدة. يؤكد طبيب الأعصاب أن “الحفاظ على شبكة أسرية قوية وأصدقاء مهم للغاية”.
إذا كانت دائرتك الاجتماعية صغيرة جدًا، يوصي الخبير بالانضمام إلى المنظمات التطوعية أو النوادي أو المجموعات الاجتماعية. أو أخذ دروس على سبيل المثال في صالة للألعاب الرياضية أو في الجامعة، أو الخروج للتنزه والذهاب إلى السينما أو الحديقة أو المتحف أو غير ذلك. الأماكن العامة من أجل مضاعفة الفرص لخلق روابط اجتماعية لا غنى عنها في حماية صحة الدماغ.
يعزز نظام مايند الغذائي صحة وظائف الدماغ وهو اختصار لعبارة “تدخل البحر الأبيض المتوسط لتأخير التنكس العصبي”. إنه مزيج من نظامين شائعين، حمية البحر الأبيض المتوسط ونظام DASH الغذائي.
من المعروف أن كلا النظامين يحسن صحة القلب، ويمنع مخاطر الإصابة بالسكري، والهشاشة في الأمراض المزمنة. ولكن هذا النظام الغذائي المركب موجه بشكل خاص نحو مضادات الأكسدة التي يمكن أن تحمي مسارات الأعصاب وتمنع الترسبات على الأعصاب.
يركز النظام، الذي تم إنشاؤه في عام 2015 في الولايات المتحدة، على تناول الأطعمة المرتبطة بصحة الدماغ، مثل الخضروات الورقية والفواكه والمكسرات. ويدعو إلى تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والجبن والحلويات.
ويوضح الاختصاصي: “أظهرت مجموعة متزايدة من الأبحاث وجود صلة وثيقة بين الاضطرابات الأيضية مثل مرض السكري وضعف الإشارات العصبية في الدماغ. ويمكن أن تساعد عادات الأكل الأفضل في تقليل الالتهاب في الدماغ، مما يساعد بدوره على حمايته”.
النوم الصحي للتخلص من سموم المخ
أشار الطبيب إلى أن عدم الحصول على قسط كاف من النوم لا يسبب فقط الهالات السوداء. لأن الأرق وقلة النوم لهما أيضًا آثار سلبية على الدماغ، على سبيل المثال، فإنهما يفاقمان من خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
ونوه إلى أن الدراسات تؤكد أهمية عدم انقطاع النوم في التخلص من سموم الدماغ، بما في ذلك “ببتيدات أميلويد بيتا” التي يشتبه في أنها تلعب دورًا في تطور مرض الزهايمر.
وقال الطبيب: “من المهم أيضًا علاج انقطاع التنفس أثناء النوم وضيق التنفس، لأن سوء المعاملة أو عدم العلاج يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية أو القلب والأوعية الدموية. فضلاً عن خطر الإصابة بالخرف”.
كيف تحافظ على صحة الدماغ من الخرف؟
لكي يكون لديك عقل في أفضل حالاته، عليك أن تبقيه مشغولاً. للقيام بذلك، قم بتمارين ذهنية للدماغ مثل فك الألغاز والسودوكو لتحفيز وظيفة الذاكرة والتركيز. إذا كنت لا تحب هذه الأنواع من الأنشطة، يقترح الدكتور بورتر دراسة لغة جديدة أو العزف على آلة موسيقية. أو تعلم الرسم أو تعلم الخياطة والقراءة.
وشدد الخبير على أنه لتقوية عقلك، عليك ممارسة الرياضة، حيث يمكن للتمرين أن يبطئ التدهور المعرفي الحالي من خلال تثبيت اتصالات الدماغ القديمة والمساعدة في جعل روابط جديدة ممكنة وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي زيادة النشاط البدني من خلال مزيج من التمارين الهوائية التي تمارس في الهواء الطلق ورياضة تنمية العضلات.
ومع ذلك، ليس عليك أن تتحول إلى رياضي شبه محترف لحماية عقلك. أظهرت الأبحاث أن 30 دقيقة من النشاط البدني اليومي مثل الترتيب أو المشي لشراء الخبز أو صعود السلالم مفيدة بالفعل لصحة الدماغ.
