لا تزال مهمة المزارعين على حدود غزة مغموسة بالدم ومحفوفة بالمخاطر، في ظل الخطر الذي يحدق بهم لأنهم يعملون على الشريط الحدود مع جيش الاحتلال.
وطالما استشهد مزارعون على الحدود بعد إطلاق الاحتلال النار تجاههم، كما أن صائدي العصافير في المناطق الحدودية يتعرضون للكثير من المخاطر والاصابات.
ويخرج المزارع إلى أرضه فجرا ولا يعلم هل سيعود لأسرته أم محمولا على الأكتاف، في ظل الخطر الذي يحدق بهم.
ومع كل حدث يضرب المزارعين، تكتفي المؤسسات المعنية بالزراعة، بالإدانة والاستنكار للحدث دون مقدرتها على منع تكرار المأساة التي يتعرضون لها.
وعلى الجانب الآخر، نجد أن التجريف المستمر للزراعة على الحدود، تنهي على أحلام المزارعين في العودة لأولادهم بقوت يومهم.
ومع اقتراب موسم الحصاد، وبعدما يثمر المحصول، تخرج جرافات الاحتلال على الشريط الحدودي وتعمل على تجريف الأراضي وقلع الأشجار، دون عمل أي اعتبار لحقوق المزارعين وأرزاقهم.
حدود غزة
وتتحجج سلطات الاحتلال بالوضع الأمني في تجريف الأراضي، حيث تهدف إلى جعل المنطقة الحدودية فارغة من الزراعة والسكان باستمرار.
ولعل المطلوب في الاتفاقيات التي تجري بين الفلسطينيين وحكومة الاحتلال، الوصول لاتفاقيات لحماية المزارعين وأراضيهم.
وكذلك يجب على المؤسسات الحقوقية والمعنية بالشأن الزراعي، العمل الجاد على حماية المزارعين وأراضيهم وتعويضهم لأي خسائر يتعرضون لها بما يتماشى مع تعزيز صمودهم.
وفي طرق جديدة لإبادة المحاصيل الزراعية، ترش طائرات الاحتلال بشكل مستمر مبيدات سامة للزراعة، وهو ما يقضي على المحاصيل بشكل سريع.
وعلى الجانب الآخر، نجد أن مناحل العسل على الحدود تعاني من القلة بسبب عدم وجود الأشجار في المنطقة الحدودية، في حين أن عمل المناحل داخل المناطق السكنية لا تجدي نفعا أو مصلحة.
وفي سنوات ما قبل انتفاضة الأقصى كانت كميات انتاج العسل المنتجة في قطاع غزة أكثر من الحالية بأربعة أضعاف، وهو ما يشكل تهديدا وجوديا للمناحل في القطاع.
ويشكل الشريط الحدودي أهمية قصوى للمزارعين ولا يمكن الاستغناء عنه في السلة الغذائية بغزة، فهل ننجح في زراعة المناطق الحدودية أم أن سياسة التنغيص على المزارعين وتكبدهم الخسائر ستستمر؟
بقلم: عزيز الكحلوت