بدأ الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ ما خطط له خلال الفترة الماضية، عبر تحويل المسافرين الفلسطينيين للسفر عبره بتذاكر رخيصة.
وتروج إسرائيل للمطار الذي يقع أقصى جنوب فلسطين المحتلة، بعدما فشل المطار في استقطاب السياح والمسافرين الإسرائيليين، لتجد في المسافرين الفلسطينيين القشة التي يتعلق عليها الغريق في انقاذ المطار.
ورغم اختلافنا على السيادة الفلسطينية، التي لم يبقِ منها الاحتلال شيئا، إلا أن إنجاح خطط الاحتلال يتطلب منا وقفة جادة سعيا دائما لإفشالها.
ويبيع الكثيرون الوهم للفلسطينيين في استخدام مطار رامون كبديل لمعبر الكرامة والحديث عن تسهيلات في السفر ورخص في التذاكر، إلا أن الحقيقة عكس ذلك تماما.
ولعل المسوقون لإنجاح مطار رامون، يدركون جيدا إنما يسوقون لمشروع صهيوني يزيد من تآكل السيادة الفلسطينية ويقضى على أحلام إقامة دولة فلسطينية.
ويعتبر مطار رامون مشروع اقتصادي إسرائيلي لم يكتب له النجاح، وتعمل إسرائيل على إنقاذه على حساب الفلسطينيين، في وقت تقف السلطة والأردن متفرجتان أمام مخططات وتنفيذ الاحتلال.
ولعل الأردن هي المتضرر الأكبر من مشروع تحويل المسافرين من معبر الكرامة إلى مطار رامون، وهو ما يوجد ثغرة في جدار العلاقة المتينة والتاريخية بين الفلسطينيين والأردنيين.
ويجب أيضا البحث في أسباب اندفاع الفلسطينيين نحو مطار رامون والتي تتمثل في سوء المعاملة على المعبر وتكدس المسافرين دون حلول.
ولذلك يجب التعاون بين الفلسطينيين والأردنيين على إيجاد خطة استراتيجية تُفشل المشروع الإسرائيلي للسفر على مطار رامون، وكذلك مطار بن غوريون، والعمل على تسهيل حركة سفر الفلسطينيين عبر معبر الكرامة والمطارات الأردنية.
كما ولا يمكن اغفال أن الاحتلال يحاول ضرب الروابط القوية بين الشعب الفلسطيني والأردني، وهو ما يتطلب جهدا كبيرا للحفاظ عليها وعدم السماح بالعبث فيها مهما كان.
وأخيرا يجب الانتباه جيدا، إلى أن مطار رامون هو بداية لمشاريع أخرى تضرب العلاقات الفلسطينية بالمنطقة العربية، وتزيد من التراخي في المنطقة على حساب دمج الفلسطينيين وتذويبهم في المجتمع الإسرائيلي دون إعطاء حقوق أو سيادة للفلسطينيين..
فماذا بوسع القيادة السياسية فعله في هذا الجانب؟
بقلم: عزيز الكحلوت