هل يدير أردوغان ظهره لحركة حماس في ظل تقارب تركي إسرائيلي؟

Rayan26 أغسطس 2022
هل يدير أردوغان ظهره لحركة حماس في ظل تقارب تركي إسرائيلي؟
هل يدير أردوغان ظهره لحركة حماس في ظل تقارب تركي إسرائيلي؟

في ظل التقارب التركي الإسرائيلي وتوجه تل أبيب وأنقرة لتعزيز العلاقات بعد عقد من التوتر بسبب الدعم التركي للحركة الإسلامية الفلسطينية، تواجه حركة حماس ضغوطًا متزايدة من المرجح أن تدفع قادتها المقيمين في تركيا للمغادرة إلى وجهات أخرى، والتي قد تكون قطر وإيران.

ولم يصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أي مؤشر على أنه قد يطالب قادة حماس بمغادرة تركيا، لكن في ضوء التجربة السابقة، قد يحدث الأمر وراء الكواليس. وذلك عندما فتحت أنقرة باب المصالحة مع مصر، كانت قد مارست ضغوطًا في السابق على قادة الإخوان المسلمين أو المعارضين للحكومة المصرية، وكذلك وسائل الإعلام التابعة للإخوان المسلمين، وأجبرتهم في النهاية على تعليق أنشطتهم.

تحولت إسطنبول إلى منصة معادية لبعض الأنظمة العربية التي كان أردوغان على خلاف معها، قبل أن يعلن عن خطة لتصحيح مسار العلاقات الخارجية وإصلاح التشققات التي أحدثها في علاقات بلاده مع أكثر من شريك عربي وخليجي.

إغلاق مكتب حماس في إسطنبول

في الأيام المقبلة، قد ينطبق الشيء نفسه على حماس مقابل تعزيز التقارب مع إسرائيل وتأمين مصالح بلاده، بما في ذلك تلك المتعلقة بمخزونات الغاز والنفط في شرق البحر المتوسط​، مع سعيها لكسر العزلة الإقليمية والدولية.

وكانت حماس قد أعلنت بالفعل أنها تجري اتصالات لإعادة العلاقات مع الحكومة السورية بعد انقطاع دام نحو 10 سنوات عندما إنحازت إلى المعارضة المدعومة من تركيا، والتي كان هدفها الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

في أوضح مؤشر إسرائيلي على قطع العلاقات بين أردوغان وحماس، توقع أكبر مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أن تغلق تركيا مكتب حماس في إسطنبول وربما تطرد قادتها أيضًا.

وقالت إيريت ليليان القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في تركيا، الجمعة، إن عملية إعادة تعيين سفيرها لدى أنقرة قد تتم خلال أسابيع، فيما جددت توقعات إسرائيل بإغلاق مكتب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في اسطنبول.

وقالت ليليان في لقاء مع الصحفيين إن إعادة تعيين السفير هي مسألة “وقت وليست مسألة إثبات أو نفي”.

وأضافت، أن “السبب الوحيد للتأخير المحتمل من الجانب الإسرائيلي هو الانتخابات في إسرائيل، لكنني آمل أن الخطوة ستتم في الوقت المناسب وأن العملية ستكتمل في غضون بضعة أسابيع”.

وستجرى انتخابات عامة في إسرائيل في 1 تشرين الثاني (نوفمبر).

إعادة تعيين السفراء

وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتفقت تركيا وإسرائيل على إعادة تعيين السفراء بعد أكثر من أربع سنوات من استدعائهم، مما يمثل علامة بارزة أخرى في عملية تحسين العلاقات التي استمرت لأشهر.

قامت القوتان الإقليميتان بطرد السفراء في عام 2018 بسبب استشهاد 60 فلسطينيًا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال احتجاجات على حدود غزة ضد افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لكنهما عملتا على إصلاح العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة مع بروز عنصر الطاقة كمجال رئيسي للتعاون المحتمل.

وجددت ليليان التأكيد على التحديات التي تواجه العلاقات، قائلة إن العقبة الأكبر أمام “الاتجاه الإيجابي الذي شهدناه طوال العام” هو وجود مكتب لـ حركة حماس في اسطنبول.

وقالت “هناك العديد من التحديات ولكن من وجهة نظرنا أحد العوائق الرئيسية هو مكتب حماس في اسطنبول”.

وأضافت أن “حماس منظمة إرهابية وليس سرًا أن إسرائيل تتوقع أن تغلق تركيا هذا المكتب وترحيل النشطاء من هنا”.

تعزيز العلاقات

وساعدت زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا في آذار (مارس)، والتي أعقبتها زيارات لوزيري الخارجية، في دفء العلاقات بعد أكثر من عقد من التوتر.

أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد اتصالاً هاتفياً في وقت سابق من هذا الشهر، عبروا فيهما عن ارتياحهما للتقدم في العلاقات ومهنئاً بعضهما البعض على قرار تعيين السفيرين.

وقال أردوغان إن الخطوات اللازمة لتعيين السفير ستُتخذ في أسرع وقت ممكن، فيما قال لبيد إن تعزيز العلاقات سيؤدي إلى إنجازات في التجارة والسياحة.

استقبلت تركيا مؤخرًا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بحرارة، وجددت التأكيد على أنها لن تتخلى عن دعم الحقوق الفلسطينية. لكنها لم تذكر حماس، المعارضة لعباس، بينما قالت أنقرة إن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل يخدم القضية الفلسطينية.

ومن المتوقع أن تقطع تركيا دعمها لحركة حماس، سواء طوعًا أو بناءً على طلب إسرائيل، في إطار توجه جديد في إعادة ترتيب أولويات الرئيس التركي الذي يبحث عن منافذ أوسع للتنفيس عن أزمة بلاده الاقتصادية، وإسرائيل هي إحدى هذه المنافذ التي تسعى إلى شراكة أوسع معها، خاصة في مجال الطاقة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.