عادت الحياة بشكل تدريجي إلى طبيعتها في قطاع غزة، صباح الاثنين بعد ثلاثة أيام من التصعيد العسكري الإسرائيلي. والذي أسفر عن استشهاد 44 فلسطينيًا. وإلحاق أضرار بمئات الوحدات السكنية، بحسب معطيات أعلنتها الحكومة الفلسطينية.
يأتي ذلك بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار. الذي تم التوصل إليه بين حركة الجهاد الإسلامي في غزة وإسرائيل بوساطة مصرية، حيز التنفيذ مساء الأحد.
وشن الجيش الإسرائيلي، خلال الأيام الثلاثة الماضية، غارات على قطاع غزة. في إطار العملية العسكرية التي بدأها الجمعة، ضد حركة “الجهاد الإسلامي”.
من جهة أخرى، أطلقت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. صواريخ وقذائف هاون على مواقع إسرائيلية محاذية لقطاع غزة.
وألحقت العملية الإسرائيلية أضرارًا بمباني ووحدات سكنية، حيث أفاد المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان، الأحد، أن “العدوان” ألحق أضرارًا بنحو 1500 وحدة سكنية، 16 منها دمرت بالكامل. و71 وحدة أصبحت غير صالحة للسكن، و1400 وحدة سكنية لحقت بها أضرار جزئية ومتوسطة.
وشهدت شوارع مدن القطاع، منذ ساعات الصباح الأولى، حركة نشطة للسكان والسيارات، بعد أن كانت شبه خالية بالكامل خلال الأيام الثلاثة الماضية.
بدأ المواطنون الذين هدمت منازلهم أو تضررت في تفتيشها تمهيدًا للترميم أو إعادة البناء.
كما فتحت المتاجر وبعض المؤسسات الأهلية والخاصة والمؤسسات المصرفية أبوابها مرة أخرى لاستقبال العملاء والزوار.
وفي هذا السياق أعلنت بعض المؤسسات التعليمية عودة العمل الإداري.
فتح المعابر
أعادت إسرائيل، صباح اليوم الاثنين فتح المعابر التي تربطها بقطاع غزة بشكل جزئي.
وقال منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية على صفحته على فيسبوك: “أبلغكم، اعتبارًا من صباح اليوم الاثنين، أنه سيتم فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة أمام الحالات الإنسانية”.
وأضاف في بيانه: “فتح المعابر والعودة إلى العمل الطبيعي سيكون متاحًا لاحقًا، بناءً على تقييم للأوضاع، طالما حافظت المنطقة على الهدوء الأمني”.
اغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، معبري كرم أبو سالم التجاري وبيت حانون “إيرز” لأسباب قالت إنها “أمنية”، إثر اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي في الضفة الغربية.
وأدى اغلاق معبر كرم أبو سالم إلى توقف محطة الكهرباء في قطاع غزة عن العمل بشكل كامل، بسبب عدم القدرة على دخول الوقود اللازم لتشغيلها، بحسب سلطة الطاقة في غزة.
وقالت هيئة الطاقة في بيانها حينها: “عدد ساعات توصيل الكهرباء سينخفض إلى 4 ساعات مقابل 12 ساعة انقطاع نتيجة توقف محطة الكهرباء عن العمل”.
لكن مع فتح المعبر، بدأت شاحنات الوقود الخاصة بمحطة الكهرباء في الدخول إلى القطاع، وسط توقعات بعودة الكهرباء إلى العمل وفق النظام السابق (8 ساعات وصول مقابل 8 ساعات فصل).
لملمة الجراح
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة، سهير زقوت، إن “وقف إطلاق النار في قطاع غزة يمنح أهالي غزة وأسرهم فرصة لمداواة جراحهم والبدء في إعادة بناء حياتهم والعودة لحياة طبيعية”.
وأضافت، “الحياة في غزة قبل الأيام الثلاثة لم تكن طبيعية في الأصل (بسبب الحصار والحروب)، فقد خاض السكان أربع حروب كان آخرها حرب أيار (مايو) 2021 التي لم تُنسا بعد”.
وأضافت: “في الأيام الماضية، عاش الفلسطينيون مرة أخرى أحداثًا مؤلمة، بذكريات مؤلمة، والمدنيون هم دائمًا من يدفع الثمن”.
وأوضحت زقوت، أن الأولوية اليوم يجب أن تعطى “لمقدمي الخدمات الأساسية وتمكينهم من العودة لتقديم الخدمات وخاصة إدخال الوقود لمحطة الكهرباء لتشغيل المستشفيات وضمان عودة المياه”، مبينة أن الصليب الأحمر يواصل دعم هذا وفقًا لبرامجها.
وأشارت إلى أن اللجنة “ستعمل على توثيق الأحداث في غزة كما تفعل بعد كل تصعيد عسكري، للحوار مع الجهات المعنية، بعد الوصول إلى قراءة اللجنة بناء على مقابلات”.
ولفتت إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر “تبرعت، الأحد، بعد زيارة ميدانية لمجمع الشفاء الطبي، بإمدادات طبية لنحو 50 مصابا بجروح خطيرة، خلال الأيام الثلاثة الماضية”.