تحوّل يوم الإعلان عن نتائج توجيهي في فلسطين، من يوم مباركات وتهانئ إلى كشف المستور عن حال منازل المواطنين من أوائل الطلبة. والوضع المتردي الذي يعيشون فيه.
واستغل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي نتائج توجيهي. لتوجيه مناشدات بمساعدة الطلبة المتفوقين من الفئة المهمشة والفقيرة. في ظل تحديات جمة واجهت الطلاب وعائلاتهم طوال سنوات الدراسة.
وكانت المساعدات المقدمة للمتفوقين والمتفوقات من الطلبة، هي الجانب المشرق في نتائج توجيهي. “ليبرز مأساة المعيشة لدى الغزيين. والتي ما كانت لتبرز لولا التهاني ودخول الصحافيين إلى منازل الطلاب”.
ورغم أن يوم نتائج توجيهي أخذ بعدًا آخرًا، في ظل افتقار الفلسطينيين لمقومات الحياة. إلا أنه يظهر المسؤولية الاجتماعية للغزيين في الوقوف بجانب الفقراء. وهو ما يمثل جانبًا مشرقًا من وسط الحصار.
وانهالت المساعدات المالية والعينية على عائلات عدد من الطلبة المتفوقين والذين أبرزهم الصحافيين ونشطاء التواصل الاجتماعي. وهو ما يؤكد أن إيصال المساعدات للفقراء بحاجة لاستمرارية وليس لنتائج توجيهي فقط، وبحاجة أيضًا للتأكد من أن المساعدات تصل لمستحقيها.
ولا يمكن غفلان أن آلاف الطلبة الذين اجتازوا توجيهي بحاجة لدفع الرسوم حتى يتمكنوا من الالتحاق بمقاعد الدراسة. وهو ما لا تقوى عليها الكثير من الأسر ليُترَك هؤلاء الطلبة دون تلقيهم حقهم في التعليم.
ولحل إشكالية تعسر الطلبة في دفع الرسوم، لابد من الاستمرار في حملات جمع الأموال الخاصة للطلبة الفقراء عبر مبادرات تنظّم بالشراكة مع مؤسسات مجتمع مدني تعنى بشؤون التعليم. وتستهدف جمع الأموال من أهلنا في الضفة والداخل المحتل.
وعلى الجانب الآخر، شاهدنا الجدل في دعم بعض الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في اجتياز التوجيهي، بمجرد مقطع فيديو مصور نشر هنا أو هناك. وهو ما يدلل على تردي حالة الوعي لدى البعض، ويدفع للتفكير في الأسباب التي تدفع المواطنين للتجاوب مع مثل هذه الحالات وترك الحالات الناجحة التي تستحق الدعم.
بقلم: عزيز الكحلوت