تقدر جمعية التهاب المفاصل والروماتيزم الأمريكية (AF) الانتشار العالمي لالتهاب المفاصل الروماتويدي (أو التهاب المفاصل الروماتيزمي) بحوالي 0.5% إلى 1% في البلدان المتقدمة.
وجدت مراجعة أجريت عام 2020 أيضًا أن انتشار التهاب المفاصل في الشرق الأوسط وأفريقيا يتراوح بين 0.06% و3.4%.
يحدث الروماتيزم في كثير من الأحيان عند الإناث أكثر من الذكور، وحوالي 75% من المصابين بالروماتيزم هم من الإناث.
حتى الآن، لم يتمكن الطب من إيجاد علاج نهائي وشفائي لهذا المرض، لكن هناك بوادر أمل في هذا الصدد.
وفقًا لدراسة جديدة من جامعة كوين ماري بلندن، فإن ما يسمى “تحديد ملامح الأنسجة الجزيئية” للمريض قد يؤثر بشكل كبير على ما إذا كانت بعض العلاجات الدوائية فعالة في علاج مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي.
علاج مرض الروماتيزم
نشرت الدراسة مؤخرًا في مجلة Nature Medicine، حيث وجد الباحثون جينات معينة مرتبطة بمقاومة معظم العلاجات الدوائية الحالية، مما يعطي مفتاحًا لإيجاد أدوية جديدة وفعالة لمساعدة المرضى.
بالتزامن مع التحسن الملحوظ في علاج التهاب المفاصل على مدى العقود الماضية، لا تستجيب نسبة كبيرة من الأفراد (حوالي 40%) للعديد من العلاجات الدوائية، ويقاوم 5-20% من المصابين بهذه الحالة جميع الأدوية الموجودة.
أجرى الباحثون دراسة سريرية قائمة على الخزعة لـ 164 مريضًا بالتهاب المفاصل واختبروا ردود أفعالهم تجاه ريتوكسيماب وتوسيليزوماب، وهما دواءان يستخدمان بشكل روتيني لعلاج الروماتيزم.
تدعم الدراسة بشدة التنميط الجيني للخزعات من المفاصل المصابة بالتهاب المفاصل قبل استخدام العلاجات البيولوجية باهظة الثمن.
كما يمكن أن يوفر الكثير من الوقت والمال على هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ويساعد في تجنب الآثار الجانبية غير المرغوب فيها المحتملة مثل تلف المفاصل.
بالإضافة إلى التأثير على جودة العلاج ، تلقي هذه الدراسة الضوء على الأشخاص الذين قد لا يستجيبون لأي من الأدوية الحالية في السوق، مما يؤكد الحاجة إلى تطوير أدوية بديلة، وهذا ما بدأت مراكز الأبحاث العالمية العمل عليه.
يقول البروفيسور كوستانتينو بيتزاليس ، أستاذ أمراض الروماتيزم في جامعة كوين ماري بلندن:
“إن استخدام المعلومات الجينية قبل وصف علاجات التهاب المفاصل للمرضى يمكن أن يغير إلى الأبد الطريقة التي نعالج بها هذا المرض، حيث يتلقى كل مريض علاجه الشخصي، حيث يعطي فرصة أكبر للنجاح في العلاج وربما الشفاء، بدلاً من طريقة التجريب الأعمى الحالية”.
وأضاف، “هذه النتائج مثيرة للإعجاب بشكل لا يصدق ، لأنها تثبت أن لدينا الكثير من الإمكانات في متناول أيدينا، ولكن هذا البحث لا يزال في مهده، وستكون هناك حاجة لدراسات تأكيدية إضافية من أجل تحقيق علاج شامل للروماتيزم”.
خلاصة كل هذه الدراسات والأبحاث أن الطب يتطور يومًا بعد يوم، ولا شك أن مرضى الروماتيزم سيستيقظون ذات صباح، وقد وجد العلم علاجًا لمرضهم.
