مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، يظهر قنديل البحر بكثافة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط ويقلق المصطافين. وعلى الرغم من صغر حجمه ولونه الأرجواني، إلا أن قناديل البحر ضارة، خاصةً مع لدغاتها المؤلمة.
على شاطئ مرسيليا، على سبيل المثال، في 26 يونيو، أصيب 100 سباح خلال سباق للسباحة، بعد عبور مجموعة من قناديل البحر في طريقهم.
هذه الحادثة ليست الوحيدة على ذلك الشاطئ، والضحايا كثيرون. حيث تتواجد هذه الحيوانات البحرية بكثرة على سواحل البحر الأبيض المتوسط خلال هذا الوقت من العام، الأمر الذي أثار استياء السكان المحليين والسياح.
هل هي ظاهرة طبيعية أم نتاج تغير بيئي، وكيف نفسر هذا الانتشار؟
وفقًا لتقرير نشره موقع “Geo” الفرنسي، فإن المسبب الرئيسي للسعات في المنطقة هو قنديل البحر الأرجواني الذي يعيش في البحر الأبيض المتوسط، والمعروف باسم “Pellagia noctiluca”، ويمكن أن تصل خيوطه إلى حوالي أربعين سنتيمتراً، وهو لاذع للغاية.
لكن وجود هذه الفئة من قناديل البحر في هذه المنطقة أمر طبيعي مع ارتفاع درجة حرارة الماء، حيث يصبح هطول الأمطار أكثر ندرة وترتفع الرياح الشرقية أو الجنوبية الشرقية.
يتم نقلهم نحو الشواطئ وتلعب السلسلة الغذائية ودوراتها دورًا أيضًا؛ نظرًا لأن قنديل البحر من الأطعمة المفضلة لأسماك الشمس، فكلما زاد عدد هذه الأسماك قل عدد الفرائس والعكس صحيح.
بالإضافة إلى هذا العامل الطبيعي، تلعب التغيرات المناخية أيضًا دورًا في الظهور المكثف لقنديل البحر، وإذا لم يكن هذا الانتشار المفاجئ مرتبطًا بشكل مباشر بالتلوث أو الاحتباس الحراري، فقد يكون انتشار أنواع أخرى من قناديل البحر قريبًا في غضون عشر سنوات.
على وجه الخصوص، حذر تشارلز فرانسوا بودوريسك، الأستاذ في معهد البحر الأبيض المتوسط لعلوم المحيطات، على تلفزيون بي إف إم الفرنسي، “من قنديل البحر العملاق”، الذي يسبب لسعات أكثر خطورة قد تتطلب علاجًا في المستشفى.
وأشار بودرويسك إلى وجود قنديل بحر عملاق يصل قطره إلى متر واحد دخل البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، وينتشر الآن في جميع أنحاء شرق البحر الأبيض المتوسط.
بشكل عام، يعد ارتفاع درجات حرارة المحيطات، والصيد الجائر الذي يقلل من الحيوانات المفترسة، وتعكر النظام البيئ ، فضلاً عن القدرة الكبيرة لقنديل البحر على التكيف، من العوامل التي تفسر سبب تكاثرها في السنوات القادمة.
في مواجهة قنديل البحر ينصح بتجنب السباحة عند رصد العديد منها على الساحل، وفي حالة تعرضها للدغة ينصح بالخروج من الماء بسرعة، وتجنب لمس الفقاعة بيديك.