يتفاوت إقبال الفلسطينيين في قطاع غزة بشراء الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى هذا العام من منطقة إلى أخرى نتيجة الارتفاع الطفيف في الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية وعدم ارتفاع نسبة رواتب الموظفين الذين تتناقص رواتبهم تدريجياً.
استعد أصحاب المزارع لهذا الموسم مبكرًا من خلال تقديم كميات كبيرة من الأضاحي لتغطية السوق، مع تقديم التسهيلات للراغبين في شراء الأضاحي، مما يساهم في رفع نسبة الشراء في ظل الوضع الاقتصادي الصعب والهش.
أدى تدهور الوضع الاقتصادي إلى ابتكار أشكال جديدة تساعد الراغبين في التضحية بذلك، مثل شرائها بالتقسيط على دفعات مالية، أو تقاسم نظام الحصص في رأس عجل واحد بين ستة وسبعة أشخاص.
في الوقت نفسه، أثرت الحرب الروسية الأوكرانية سلبًا على أصحاب المزارع ومربي الماشية في القطاع نتيجة للزيادة الكبيرة في أسعار الحبوب والأعلاف. سيؤثر ذلك سلبًا على أرباحهم المالية وقد يتسبب في خسائرهم لاحقًا.
تجاوز سعر طن الأعلاف الآن 2200 شيكل إسرائيلي، بعد أن لم يتجاوز سعره قبل أشهر ألف شيكل، الأمر الذي رفع التكلفة على أصحاب المزارع وأثر سلباً على الأرباح المتوقعة (الدولار = 3.50 شيكل).
وصف زياد النادي، صاحب مزرعة مواشي، الطلب الفلسطيني على الشراء بالسوء، ولم يتبق سوى أيام قليلة حتى عيد الأضحى، مما قد يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة إذا بقيت الماشية غير مباعة.
ويقول النادي، إن موسم الأضاحي الحالي أقل بنسبة 60 في المائة عن الموسم الماضي، رغم أن الأسعار تشبه إلى حد كبير ما كانت عليه العام الماضي، مع ارتفاع تكلفة الأعلاف والحبوب.
سعر صرف الدولار يكبد الخسائر
وبحسب النادي، فإن معضلة التقلب في سعر صرف الدولار الأمريكي ستتكبد خسائر مالية ضخمة لأصحاب المزارع، حيث كانت أسعار صرف الدولار مقابل الشيكل الإسرائيلي عند الشراء منخفضة. فيما ارتفعت أسعار الصرف بشكل ملحوظ الآن.
ومن المتوقع أن تساهم المنظمات الخيرية والإغاثية العاملة في القطاع في تحسين الطلب على شراء الأضاحي من خلال عمليات الذبح التي تتم بشكل كبير لتوزيعها على الأسر الفقيرة والمحتاجة في غزة.
وتتفاوت أسعار الأضاحي بحسب نوع الماشية ، إلا أن الأسعار تتراوح حاليًا بين 15 و20 شيكل للكيلوغرام من العجول، فيما تباع الأغنام في السوق المحلي بالدينار الأردني بسعر 6 دنانير للكيلوغرام (دينار اردني = 1.41 دولار).
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة، أدهم البسيوني، إن وزارته سمحت بدخول 14 ألف رأس من الماشية والعجول، إضافة إلى 22 ألف رأس غنم. وذلك لتغطية احتياجات الفلسطينيين خلال موسم الأضاحي.
ويؤكد البسيوني، أن بوادر موسم الأضحية إيجابية رغم زيادة مدخلات الإنتاج لهذا العام مقارنة بالمواسم السابقة، إضافة إلى الظروف المعيشية والاقتصادية للسكان وتأثيرها على حركة البيع والشراء.
ولفت إلى أن الجمعيات والمؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في القطاع تلعب دوراً بارزاً في موسم الأضحية، مما يساهم في تحريك عملية شراء المواشي خلال الأيام الماضية حتى عيد الأضحى المبارك.
ارتفاع أسعار الأضاحي
في غضون ذلك، قال عبد الرحمن البلعاوي صاحب إحدى مزارع المواشي، إن الأسعار لهذا العام شهدت زيادة قدرها شيكل واحد للكيلوغرام على رؤوس الماشية المختلفة، وهي نسبة ضئيلة للغاية لم تؤثر على معدلات الشراء.
وأوضح البلعاوي أن عملية الحجز على مستوى مزرعته بدأت في وقت مبكر، حيث لم يتبق سوى 40 رأسًا من الماشية من أصل 170 رأسًا متاحًا له لموسم الأضاحي. وهو ما يعكس طلب المواطنين على الشراء رغم الوضع الاقتصادي.
وأشار إلى أن موسم هذا العام يواجه مشكلتين رئيسيتين، وهما ارتفاع أسعار الأضاحي عالميًا، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها محليًا، فضلًا عن ارتفاع أسعار الحبوب والأعلاف بشكل يفوق الأسعار التي كانت قبل بضعة أشهر.
وبحسب البلعاوي، فإن هذا الموسم سيكون قريبًا إلى حد ما من الموسم السابق، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة للسكان، حيث وافق بعض الفلسطينيين على الشراء خلال اليومين الأخيرين قبل عيد الأضحى.
ويعاني القطاع من ارتفاع معدلات البطالة خاصة بين الشباب حيث بلغت 68 في المئة بينما يعتمد نحو 80 في المئة من السكان على المساعدات التي تقدمها المؤسسات الاغاثية. إضافة الى ارتفاع حالات المستحقات المالية نتيجة الظروف الاقتصادية.