لا يزال قدوم فصل الصيف يمثل معاناة للفلسطينيين في قطاع غزة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، في ظل أجواء حارة وضيق المساحات السكانية.
وفي الوقت الذي اعتاد الغزيين على انقطاع الكهرباء ثماني ساعات وصل مقابل ثمانية فضل، إلا أن مع اشتداد الحرارة في شهري يوليو وأغسطس من كل عام تزداد ساعات الفصل لتصل إلى 10 مقابل 6 وصل فقط.
وعلى مدار 16 عاما -منذ قصف محطة الكهرباء الوحيدة في غزة عام 2006- لم تستطع الحكومات المتعاقبة حل إشكالية الكهرباء، التي غرق الغزيون في وحلها إلى يومنا هذا.
وتعتبر أزمة الكهرباء في قطاع غزة الملف الأعقد خلال العقود الماضية، والذي أوجد قناعة راسخة لدى الغزيين بأنه مفتعل وهناك أيدي خفية تتلاعب به كما الدمى المتحركة.
وباتت مشاريع “الطاقة البديلة” تعج بشوارع قطاع غزة، والمشاريع الأكثر ربحية للبقرات الحلوب في قطاع غزة، وهو ما دفع المواطنين للتساؤل عن المتسبب الرئيسي للأزمة ولماذا لم يتنهِ هذا الملف بعد أكثر من 16 عاما.
ولعل المنح والمساعدات التي دخلت غزة تكفي لبناء أكثر من 4 محطات كاملة، تكفي الواحدة منها حاجة قطاع غزة بالكامل، “إلا أن المشاريع المؤقتة والمنح المالية هي السمة الأبرز” والتي تقول للمواطنين “عليكم البقاء في الأزمة دون حلول”.
ويجد الغزيون في بحر قطاع غزة المتنفس الوحيد في ظل الانقطاع المتكرر ولساعات طويلة للكهرباء، إلا أن أزمة التيار الكهربائي دفعت بالبلديات لتصريف مياه الصرف الصحي ولساعات طويلة إلى شواطئ البحر، “وهو ما يعكّر على الغزيين منفسهم الوحيد”.
ولطالما ناشد المواطنون، بضرورة حل الأزمات الأساسية في قطاع غزة عبر عديد المنح التي تصل لقطاع غزة، إلا أن ملف الكهرباء لا يزال عالقا دون أي معطيات حكومية تدلل على وقت زمني لحلّه.
ووفق تصريحات شركة كهرباء غزة، فإن متوسط ما كان يصل الشركة من الكهرباء، من مصادرها الأساسية كان يصل إلى 200 ميغاوات.
لكن هذه الكمية، انخفضت مؤخرا، إلى 170 ميغاوات، “لأسباب غير معروفة لديهم”، وهو ما أثر على إمدادات الكهرباء للمواطنين.
وتصل إمدادات الكهرباء اليومية للمواطنين في أحسن ظروفها إلى 8 ساعات وصل (الحصة الواحدة)، مع وجود عجز حالي يصل لساعتين في كل حصة كهربائية.
وتجدر الإشارة إلى أن احتياجات قطاع غزة تتراوح حاليا ما بين (600 – 670) ميغاوات.
بقلم: عزيز الكحلوت