يقضي الغزيون عيد الفطر السعيد في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، تتمثل في حصار مستمر منذ أكثر من عقد ونصف وارتفاع كبير في معدلات الفقر وضعف على القدرة الشرائية.
ورغم المتاعب المالية التي يمر بها الغزيون، إلا أن ذلك لم يمنعهم من ابراز مظاهر الفرح والاحتفال بالعيد، وإدخال الفرح على الأطفال.
وعاش أطفال غزة عيد الفطر السعيد للعام الماضي في ظل عدوان على القطاع، بدء مع أواخر شهر رمضان المبارك وانتهى بعد عيد الفطر بأيام.
والمتتبع للحركة الشرائية في أسواق قطاع غزة قبل وخلال أيام العيد يدرك مدى تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، في ظل ضعف كبير في السيولة.
وتبرز مظاهر الفرح في قطاع غزة، في الأسواق وحركة الأطفال على المحال التجارية والمنتزهات.
وعلى الجانب الآخر، يجد أصحاب المطاعم وألعاب الأطفال والحلويات، في موسم عيد الفطر فرصة ذهبية ومتنفسا لتعويض الكثير من الخسائر التي يتكبدونها طيلة أيام العام.
ويظهر العيد في غزة بصناعة الحلويات والكعك وأكل “الفسيخ” والعديد من الطقوس التي تمر وسط ذكريات العدوان الذي تحل ذكراه السنوية الأولى.
ورغم ضعف حركة الشراء، إلا أن ارتفاع الأسعار بات واضحا على الملابس وحاجيات العيد، وهو ما يزيد معاناة الغزيين.
في حين، يشكو التجار في غزة من ارتفاع الأسعار بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، والارتفاع العالمي على السلع بسبب صعوبات الشحن.
ويبدو الوجه المظلم في العيد، بالأسر الفقيرة التي لم تتلقى مخصصات الشؤون الاجتماعية منذ أكثر من عام ونصف، ليمر العيد حزينا على أطفالهم.
ويستفيد أكثر من 80 ألف أسرة فقيرة في قطاع غزة، من مخصصات الشؤون الاجتماعية، وحرمانهم منها يزيد من متاعبهم في ظل أوضاع مأساوية.
ووفق آخر إحصائية لوزارة العمل في غزة، فإن نسبة البطالة في صفوف الشباب تزيد عن 74%، في وقت تبلغ نسبة البطالة بين العموم قرابة 50%، في مؤشرات تعكس حجم الوضع الكارثي في قطاع غزة.
ووفق إحصائية للأمم المتحدة، فإن قرابة 80% من سكان قطاع غزة يحصلون على مساعدات غذائية من عدة جهات، في مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وتأخر وصول المساعدات يؤدي إلى انكشاف سريع لهذه الأسر.
بقلم: أحمد عليان